ومما يؤيد هذا أنني التقيت بشيوخ هذه القبيلة وكبارهم فسألتهم عن سبب تسميتهم بهذا الاسم فقالوا: نحفظ كابر عن كابر، سبب هذه التسمية أنه كان بيننا وبين بعض القبائل خلاف وحرب فاتفقنا أن نغزوهم ليلا، وخوفا من أن يقتل بعضنا بعضا في الظلام، تجردنا من ثيابنا وسرنا عراة.
وأقول: قد تكون هذه القصة واحدة، ولكن رواة الأخبار هم الذين نقصوا فيها وزادوا مع مرور الزمن. أضف إلى هذه أن قبيلة بلعريان تعتزي وقت الحرب "بتغلب" وتغلب عزوة لقبائل أكلب فقد يكون لها صلة قوية بقبائل أكلب وتأييدا لهذه العزوة قامت قبيلة بلعريان ببناء قصر كبير وأطلقت عليه اسم "تغلب". وقد زرت موقعه ووقفت على آثاره، فوجدته مبنيا من الحجارة بناء متقنا يدل على مهارة من بناه، ولا زال إلى اليوم سليما باستثناء وسطه وركنه الجنوبي، ويقع في قرية المبناء، مقر شيخ هذه القبيلة.
ومما تقدم ندرك أن قبيلة بلعريان من أصل خثعمي ولا زالت إلى اليوم، وهي تعد من قبائل خثعم حربا وسلما. وتنقسم هذه القبيلة في وقتنا الحاضر إلى الأفخاذ الآتية:
١ - العسابلة: وفيهم مشيخة هذه القبيلة، ومنهم الشيخ علي بن جاري العسبلي شيخ القبيلة في هذا الوقت.
وفهمت من هذه العائلة أن أصلهم ليس من قبيلة بلعريان وأنهم نازحون من بلدة النماص (١)، فقد نزل جدهم فراج العسبلي من بلدة النماص وكان بدويا يرعى غنمه في بلادهم فأعجبهم بشجاعته وخلقه، فزوجوه إحدى بناتهم ومع مرور الأيام قويت صلتهم به فولوه مشيختهم وأعطوه قرية المبناء ملكا له ولأسرته.
٢ - الصوافية.
٣ - آل مجداع.
٤ - الهنفلة.
٥ - آل محمود.
(١) مقابلة شفهية مع الشيخ علي بن جاري، شيخ قبيلة بلعريان والأخ سعيد بن خضران العرياني بتاريخ ٦/ ١٢/ ١٤١٤ هـ.