للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - قال صاحب اللسان في مادة (غرر) الغر (١): جمع الأغر من الغرة بياض الوجه، يريد بياض وجوههم بنور الوضوء يوم القيامة، وقول أم خالد الخثعمية:

ليشرب منه جحوش، ويشيمه … بعيني قطامي أغر شآمي

يجوز أن تعني قطاميا أبيض، وإن كان القطامي قلما يوصف بالأغر، وقد يجوز أن تعني عنقه فيكون كالأغر بين الرجال، والأغر من الرجال: الذي أخذت اللحية جميع وجهه إلَّا قليلًا كأنه غرة، وأورد الشاهد نفسه في مادة (قطم) وقال: إنما أرادت بعيني رجل كأنهما عينا قطامي، وإنما وجهتاه على هذا؛ لأنَّ الرجل نوع والقطامي نوع آخر سواه، فمحال أن ينظر نوع بعين نوع، ألا ترى أن الرجل لا ينظر بعيني حمار، هذا ممتنع في الأنواع فافهم.

٣ - قال صاحب اللسان في مادة (قود) (٢): وقادت الريح السحاب على المثل، قالت أم خالد الخثعمية:

ليت سماكيا يحار ربابه … يقاد إلى أهل الغضا بزمام

وأقاد الغيث، فهو مقيد إذا اتسع.

٤ - قال أبو علي الهجري (٣): "الأبا مقصور داء يأخذ الغنم عن شميم بول الأروي ورائحتها". أنشد شاهدا عليه قول ابن الدمينة الأكلبي:

كأبواء مَنَّتْ نفسها البُرءَ بعدما … حَسَتْ من فُضُول الغُدْر تَقْعَ الهَمَائم

٥ - أورد صاحب اللسان في مادة (بنق) قال ابن بري: "وإذا ثبت أن بنيقة القميص هي جربانه فهم معناه لأنَّ جربانه معروف، وهو طوقه الذي فيه الأزرار مخيطة، فإذا أريد ضمه أدخلت في العري فضم الصدر إلى النحر، وعلى ذلك فسر بيت قيس بن معاذ، قال: ويبين صحة ذلك ما أنشده القالي في نوادره، وهو:

له خفقان يرفع الجيب والحشى … يُقَطِّع أزرار الجِرِّبان ثائره


(١) ابن منظور، ج ٥، ص ١٥.
(٢) ابن منظور، ج ٣، ص ٣٧١.
(٣) التعليقات والنوادر، تحقيق: حمد الجاسر، ص ١٠٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>