للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وظلت خثعم في السراة حتى حدث انفجار سد مأرب وخرجت القبائل اليمنية من اليمن، فشاركتها في بلادها، قال الكلبي: "وأقامت خثعم بن أنمار في منازلهم من جبال السراة وما والاها: جبل يقال له شن وجبل يقال له بارق، وجبال معها حتى مرت بهم الأزد في مسيرها من أرض سبأ، وتفرقها في البلاد، فقاتلوا خثعما، فأنزلوهم من جبالهم، وأجلوهم عن منازلهم، ونزلتها أزد شنوءة: غامد وبارق ودوس، وتلك القبائل من الأزد، فظهر الإسلام وهم أهلها وسكانها.

ونزلت خثعم ما بين بيشة وتوبة، وما صاقب تلك البلاد وما والاها، فانتشروا فيها إلى أن أظهر الله الإسلام وأهله، فتيامنت بجيلة وخثعم، فانتسبوا إلى أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ وقالوا: نحن أولاد قحطان، ولسنا إلى معد بن عدنان" (١).

ومن يمعن النظر في نص ابن الكلبي يجد أنه يخالف الواقع الذي تعيشه قبائل خثعم اليوم، فهي تتربع في أعلى السراة وتسكن الأماكن التي ذكر أن الأزد أزاحتها منها، وقد يكون كلام ابن الكلبي صحيحا غير أن خثعما استطاعت العودة مرة ثانية بعد أن قويت شوكتها وكثرت فروعها.

ومهما قيل عن تموجات هذه القبيلة وتنقلاتها فإنها لا زالت في بعض منازلها القديمة إلى اليوم.

قال الهمداني في "صفة جزيرة العرب": "شهران في سراة بيشة وترج وتبالة فيما بين جرش وأول سراة الأزد" (٢)، وقال: كان شآمي سراة الحجر بلد ألوس والفزع من خثعم، وشرقيها ما جاور بيشة من بلد خثعم وأكلب" (٣)، وأنه "قطع بين بلد الحجر وبين بلد شكر بطنان من خثعم يقال لهما أوس والفزع، فقطعتاه إلى تهامة" (٤). كما ذكر أن بلاد خثعم أعراض نجد: بيشة وترج وتبالة والمراغة (٥)،


(١) البكري "معجم ما استعجم" ج ١، ص ٦٣.
(٢) ص ٤٩.
(٣) ص ١٢١.
(٤) ص ١٢٢.
(٥) ص ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>