للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن بواديها قديما تتخطى هذه الحدود ويتضح ذلك جليا من قول شاعرها الشعبي محسن المدافع - الذي عاش قبل ثلاثة قرون تقريبا:

تر حدنا الحمان حمان ضلفع … تلقى بها حيرانهن أرقود

وتر حدنا بسقان (١) من مشرقيها … والسدر من يم الحجاز يقود

ومن قوله أيضًا:

على المعقرات الحمر منا منازل … ونرد الجرى (٢) من صوب برق اليتايم (٣)

ورغم التنافس الشديد وحب السيطرة بين القبائل المتجاورة في العهود القديمة الذي فرضته ظروف الحياة القاسية والاعتماد على حياة القوة والنهب والسلب، إلا أن قبائل أكلب استطاعت الصمود أمام كل هذه التحديات ولبثت محتفظة بحدودها معتمدة على قوتها، ويتضح ذلك من قول شاعرها الشعبي:

لون غيرنا في ذا البلاد … كان يعطي العرب شاة تقاد

غير حنا نرد العائلين … مثل رد المهدد في القياد

وأيضا بشهادة مجاوريها، فقد قال الشاعر الشعبي سالم الشهراني:

أكلب ليا ذميتها عيت الملا … شيوخ نجد والذي في شروقها

بني تغلب كم تيهوا من طلابه … إلا طلايبنا خذينا حقوقها

ومنازلها تقع على ثلاثة أودية رئيسية هي:

(١) وادي تبالة: هذا الوادي الشهير، الذي أكثر ذكره في كتب الأدب والتاريخ الذي يحمل اسم تبالة الحجاج، فقد كانت تبالة أول عمل وليه الحجاج بن يوسف الثقفي فسار إليها فلما قرب منها قال لدليله أين تبالة وعلى أي شيء سميت، فقال ما يسترها عنك إلا هذه الأكمة، فقال لا أراني أميرا على موضع تستره عني


(١) بسقان: جبال في الميثب.
(٢) الجري: موضع ماء في خثيم الذيب من شرق الجنينة.
(٣) جبال في الميثب.

<<  <  ج: ص:  >  >>