للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكرته بالله بيني وبينه … وما بيننا من مدة لو تذكرا

وبالمروة البيضاء يوم تبالة … ومجسة النعمان حيث تنصرا

وكان لهذا الصنم بيت يسمى (الكعبة اليمانية) تمييزا له عن (الكعبة الشامية). كما ورد في صحيح البخاري وكان ذو الخُلصة بيتا لحثعم وبجيلة، فيه نصب يعبد يقال له: الكعبة اليمانية (١).

وقد دعي أيضًا (بالكعبة الشامية) كما دعي اليمامة، وذكر أن البيت هو ذو الخلصة، وقيل ذو الخلصة الصنم نفسه، وسمي البيت بالكعبة؛ لأن البناء كان مكعبا وكان له نصب يذبحون عليها ويستقسمون عنده بالأزلام (٢)، وكانت تعظمه وتعبده خثعم وبجيلة ومعها الحارث بن كعب، وجرم، وزبيد، والغوث بن مر بن أد، وبنو هلال بن عامر وهم سدنته (٣).

أما ابن الكلبي فيقول: وكان سدنتها بنوأمامة بن باهلة بن أعصر، قال رجل استقسم بالأزلام عند ذي الخُلصة فنهته الأزلام عن قتل قاتل أبيه:

فلو كنت يا ذا الخلص الموتورا … مثلي كان شيخك المقبورا

لم تنه عن قتل العداة زورا

وبعضهم يقول بأن قائلها هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وقد قيل: إن امرأ القيس مر بتبالة رهو في طريقه يريد قتال بني أسد ليثأر لأبيه فاستقسم بالأزلام عند ذي الخُلصة فضرب الأولى فخرج القدح الناهي ثم الثانية فالثالثة وتخرج جميعها بالناهي فجمعها وضرب بها وجه الصنم وقال:

مصصت بضر أمك لو كان أبوك المقتول ما عوقتني.

قال ابن الكلبي: فلم يستقسم عند ذي الخُلصة حتى جاء الإسلام (٤).

ويكاد يجمع المتقدمون على موضع واحد لذي الخُلصة وهو تبالة.


(١) هامش فتح الباري، ٨/ ٥٣.
(٢) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ٦/ ٤٤٥ - إرشاد الساري، ٤/ ٣٨٩.
(٣) المحبر، ص ٣١٧.
(٤) البداية والنهاية، ج ٢ ص ٢١٩، الأغاني، ج ٨، ص ٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>