للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليها (بيشة بعطان) كما هو مذكور في كتب العرب، وهناك وادي يسمى بعطان يصب في بيشة عند قرية واعر ولا زال يحمل هذا الاسم.

وقد جاء في كثير من كتب التاريخ بأن بيشة غنية بالذهب، وقد اكتشف هذا المعدن حديثا في بعض أقطارها.

كما ضرب المثل بأسدها، قال الشاعر:

لأَوْفَى بها شُمُّ كأن أبَاهُمُ … ببيشة ضِرْغَامُ غليظُ السّوَاعِدِ (١)

وقال آخر:

وما كان ليث ساكن بضن بيشة … لذي غلل يجري ببطحاء في أجم (٢)

بأجرأ منه حين تختلف القنا … وتدعى نزال في القماقمة البهم (٣)

وهناك من قال بأنه لا يمكن أن يوجد في بيشة أسد ومنهم الهمداني وعلل ذلك بأنها من أعراض نجد، وإنما تريد العرب بأقوالها أسود بيش ويزيدون فيه الهاء فيقولون بيشة بفتح الباء، وهي موضع الأسد وبيشة بعطان بكسر الباء، وقد قال أيضًا: "قيل: بل أرادوا بيشة نجد، وأن رؤوس هذه الأعراض من إلى السراة منها ما ينحدر إلى نجد، ومنها ما ينحدر إلى تهامة، فما انحدر إلى تهامة فالأسد فيه ولهذا الجوار نسبوها إلى هذه الأعراض، وقدر بما طلع منها الواحد إلى أرض نجد قاطعا من بلدة فعاث فيها فلعل أول من نسب الأسد إلى هذه المواضع عاين فيها الواحد والزوج في بعض هذه الأودية" (٤).

ووادي بيشة واد فحل كبير تتجمع فيه مياه أودية عظام ويتسع هذا الوادي بشكل كبير قرب مدينة بيشة.

قال الحزارة العامري:

واتلابْت سيولُ بيشة في أعراض … ها فهي لجةُ طخياءُ (٥)


(١) معجم ما استعجم، ص ٢٩٤.
(٢) الغلل: هو الماء الذي يجري في أصول الشجر، والأجمة هي الغابة.
(٣) القماقمة: السادة الشجعان، والبهم الشجعان أيضًا، السيرة النبوية لابن هشام، ٢/ ٢٧.
(٤) صفة جزيرة العرب، تحقيق الأكوع، ص ٢٦٩.
(٥) المصدر نفسه، ص ٣٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>