للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأبيات الخنساء هذه لها قصة أوردها أبو العباس فقال: كان لزهير ابنٌ يقال له سالم جميل الوجه حسن الشعر، فأهدى إليه رجل بُرْدَيْن فلبسهما وركب فرسًا له خيارًا وهو بماءة يقال لها النُّتَاءَةُ: مَاءُ لِغِنِي (١). ومرَّ بامرأة من العرب فقالت: ما رأيت كاليوم قطُّ رجلًا ولا بردين ولا فَرَسًا أحسن، فما مضى قليلًا حتى عثر به الفرس، فاندقت عنقه، وانشق البردان واندقت عنق الفرس.

فقال زهير يرثي ابنه سالمًا:

رأت رجلًا من العيش غبطة … وأخطاه فيها الأمور العظائم

وشبَّ له فيها بنون وتوبعت … سلامة أعوام له وغنائم

فأصبح محبورًا يُنَظَّرُ حَوْلَهُ … بمغبطة لو أن ذلك دائم

وعندي من الأيام ما ليس عنده … فقلت تَعَلَّم إنما أنت حالم

لَعَلَّك يومًا أن تراعي بفاجع … كما راعني يوم النُّتَاءَةِ سالم (٢)

وقالت بنت زهير الأبيات السابقة. والخنساء شاعرة كبيرة ولكن لَمْ يصل إلينا من شعرها سوى ما دوِّن مع شعر أبيها.


(١) غني قبيلة من قيس عَيْلان من مُضَر، والنتاءة هي الشبيكية الآن المعروفة في أعالي القصيم، قال ذلك العبودي في معجمه وانتصر له ولا إخاله إلَّا على حق حسب اطلاعنا.
(٢) أبو العباس بتحقيق الدكتور قباوة ص ٢٢٥، ٢٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>