للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكتب إلى أمراء الأمصار، أغيثوا أهل المدينة ومن حولها فإنه قد بلغ جهدهم. وأخرج الناس إلى الاستسقاء فخرج وخرج معه العباس ماشيًا فخطب فأوجز ثم صلى ثم جثا لركبتيه، وقال: اللهم إياك نعبد وإياك نستعين اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا، ثم انصرف فما بلغوا المنازل راجعين حتى خاضوا الغدران.

وفي رواية أخرى لابن جرير: فقال أهل بيت من مزينة لصاحبهم، وقد بلغ بنا الجهد من الجوع فاذبح لنا شاة. قال: ليس فيهن شيء، فلم يزالوا به حتى ذبح لهم شاة فسلخ عن عظم أحمر. فنادى: يا محمداه. فأري فيما يرى النائم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه فقال أبشر بالحيا. ائت عمر فأقرئه السلام، وقيل له: إن عهدي بك وأنت وفي العهد شديد العقد فالكيس الكيس يا عمر. فجاء حتى أتى باب عمر، فقال لغلامه: أتأذن لرسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فأتى عمر فأخبره ففزع وقال: رأيت به مسَّا؟ قال: لا. قال: فأدخله فدخل فأخبره الخبر. فذكره مثله اهـ.

(تنبيه):

هذه الرواية (١) أوردتها للتنبيه عليها فقط، فمدارها بجميع رواياتها التي أوردها ابن جرير رحمه الله على (سيف الضبي) وسيف ضعيف في الحديث ولا تخفى حاله على جميع أهل الصنعة الحديثية فقد أفحش ابن حبان القول فيه وحسبك بابن حبان.

وهي ربما لم تكن مقصودة لا من سيف الضبي ولا من ابن جربر يرحمه الله.

ولكن العجب كيف لم يتعرض لها أحد من العلماء يذكر زيفها وباطلها مع أنها تمس العقيدة أن من اطلع عليها لم يعتبر كلمة "يا محمداه" نداء استغاثة! وعلى كل حال فلابد أن نحسن الظن بعلماء المسلمين فقد حفظوا لنا هذا الدين رحمهم ولا حرمهم الأجر والثواب.


(١) يعني الرواية الأخيرة المشتملة على نداء الاستغاثة، وأما الرواية الأولى فلا بأس بها وهي من مناقبه رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>