للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله هذاء وابنه ولكنهم قد استوثقوا عن هذه الأموال بالأقفال فليس نطمع في استخراجها إلا بما سمعت. قال له الأحنف: أمسك عليك فإن ذا الوجهين عند المخلوق لا يكون عند الله وجيها.

وعن كلامه قال: فيّ ثلاث خصال (١) ما أقول إلا ليعتبر معتبر، ما دخلت بين اثنين قط ما لم يدخلاني بينهما. (٢) ولا أتيت إلى باب أحد من هؤلاء يعني الملوك إلا أن أدعى إليه. (٣) ولا حللت حبوتي إِلى ما يقوم الناس إليه. ومن كلامه: ألا أدلكم على المحمده بلا زرية:

١ - الخلق السجيح.

٢ - والكف عن القبيح.

وقال ألا أخبركم بأدوى الداء:

١ - الخلق الدنيء.

٢ - اللسان البذيء.

ومن كلامه ما خان شريف ولا كذب عاقل ولا اغتاب مؤمن، وقال: ما دخرت الآباء للأبناء ولا أبقت الأموات حياء أفضل عن اصطناعك المعروف عند ذوي الأحساب والآداب، وقال: جنبوا مجالسنا ذكر النساء والطعام فإني أبغض الرجل أن يكون وصافا لفبرج ولبطنه، وإن من المروءة أن يترك الرجل الطعام وهو يشتهيه، وقال أيضًا: وجدت الحلم أنصر لي من الرجال، وقال الماوردي (١): وصدق لأن من حلم كان الناس من أنصاره، وقال له رجل: إن قلت لي كلمة لتسمعن عشرا، فقالها الأحنف: ولكنك لو قلت عشرا لم تسمع مني كلمة واحدة. وسبه رجل وهو يماشيه الطريق، فلما قرب عن المنزل وقف، وقال: يا هذا إن كان معك شيء فهاته ها هنا فإني أخاف أن يسمعك فتيان الحي فيؤذنك. وقال الأحنف أيضًا:

تعلمت الحلم من قيس (٢) بن عاصم، إني لجالس معه يوما وهو يحدثنا إذ جاءه جماعة يحملون قتيلا ومعهم رجل مأسور فإذا القتيل ولده؛ أي ولد قيس


(١) انظر: تاريخ ابن لعبون ص ٢٠.
(٢) انظر: المصدر السابق ص ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>