للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قاتل مدرك بن المهلب بن أبي صفرة ثم قتله قحطبة بجرجان وكان له ابن اسمه حرب بن سلم، والخارجي الأزرقي الذي سلم عليه بالخلافة عشرين سنة وهو قطري ابن الفجاءة لقب بأبيه لأن أباه كاب إلى اليمن مدة طويلة ثم أتى قومه فجأة فسمي بذلك وإلا اسمه جعونة بن زيد بن زياد بن خنثر (١) بن كابية بن حرقوص ابن مازن بن مالك، وأخوه جرموز بن الفجاءة كان على السنة وكان يقاتل أخاه، وعمرو بن هداب (٢) بن سعيد بن مسعود بن الحكيم بن عبد الله بن مرثد ابن قطن ابن رييعة بن كابية بن حرقوص بن مارن ولي فارس لمنصور بن زياد.

وولي جده سعيد بن مسعود عُمان لعديٍّ بن أرطاة ولهم في البصرة رئاسة، ومالك بن الريب بن حوط بن قرط بن حسيل (٣) بن ربيعة بن كابية بن حرقوص وكان لصا قطاعا للطرق مع شظاظ (٤) الضبي الذي يضرب به المثل عند الرعب فيقال: اللص من شظاظ. ولما ولي معاوية بن أبي سفيان: سعيد بن عثمان بن عفان إمارة خراسان وخرج في نفر من قوعه أخذ بطريق فارس فلقي مالك بن الريب بها وكان مالكا فيما ذكر من أجمل فتيان العرب جمالا وأبينهم بيانا فلما رآه سعيد أعجب به مما رأى عليه من القوة والفتوة، وكان مالك في نفر من أصحابه، فقال له سعيد: ويحك يا مالك ما الذي بلغني عنك من العداء وقطع الطريق، فقال مالك: أصلح الله الأمير، العجز عن مكافأة الإخوان، قال له: فإن أغنيتك واصطحبتك أتكلف عما تفعل وتتبعني، قال: نعم، أصلح الله الأمير أكف كفا ما كف أحد أحسن عنه فاصطحبه معه وأجرى له خمسمائة دينار في كل شهر وكان معه في جهاده كأعظم ما يكون المجاهدون في سبيل الله حتى قتل في خراسان طعنا، وقيل بل توفي لديغا والله أعلم، وقال من قصيدة وهو في آخر رمق من حياته يرثي بها نفسه، ويذكر غريته ويوصي على نسوته ويوصيهن بالصبر على


(١) انظر: المقتضب لياقوت ص ٣١.
(٢) انظر: الحيوان ص ١٦٤.
(٣) انظر: اللآلئ ص ٤١٩، حل والصواب في المقتضب لياقوت ص ٣١.
(٤) أي أنه على ما ذهب عليه عروة بن الورد العبسي وكانوا يسمون صعاليك العرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>