للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عامله على اليمن أبقاه على ما كان عليه في أيام عمر، وفي أيام علي - رضي الله عنه - أحل محله عبد الله بن عباس - رضي الله عنه -، فلم يجد بدا من جمعه كل شيء من الجباية، وترك ابن العباس وخرج إلى مكة على حاميته ومعه ٦٠٠ بعير و ٦٠٠.٠٠٠ من الأموال فلما همت السيدة عائشة رضي الله عنها إلى المسير للبصرة قال لها يعلى: معي ٦٠٠ بعير فاركبوها وانفقوا ما معي من الأموال واتفق الجميع وكانوا في بيتها رضي الله عنها للطلب في دم عثمان فاشترى لها جملا بمبلغ مائتي دينار وحملها عليه وهو الذي نسبت إليه موقعة الجمل، وهو صحابي من الولاة من سكان مكة حليفا لقريش شهد الطائف وحنينا وتبوك مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وولاه أبو بكر على حلوان العراق (١) في الردة ثم ولاه عمر على نجران كما مر بنا، وولاه عثمان على صنعاء واليمن. ولما قتل عثمان انضم يعلى إلى عبد الله بن الزبير وعائشة وهو أول من أرخ المكاتبات كما قال عمرو بن دينار وكان ذلك في اليمن، قتل بصفين سنة ٣٧ هـ - ٦٥٧ م، وله في الصحيحين ٢٨ حديثًا كما في التهذيب.

٦ - وفي فتح اليمامة كان منهم الصحابي الجليل سمرة بن عمرو العنبري العمروي. وقد جعله خالد بن الوليد حاكمًا على اليمامة بعد فتحها لثقته فيه.

٧ - كذلك من الصناديد الشجعان الصحابى الجليل سواد بن مالك من بني حنظلة بن مالك بن تميم الذي جعله القائد العام سعد بن أبي وقاص أميرًا على أول سرية خرجت لغزو الفُرس، واختاره مرة أخرى على طليعة الجيش الإسلامي الذي كان يتوغل في بلاد الفُرس. ولما حاصر المسلمون القادسية غنم ٣٠٠ دابة بين بغل وحمار وثور، ثم حملها جميعًا وصبح بها المعسكر فقسمها بين المجاهدين وسمى هذا اليوم يوم الحيتان "لأجل هذه المناسبة".


(١) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>