للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأوراق الشجر اليابس إلى أن وصل إلى المدائن والتقى العرب والفُرس في وقعة بابل سنة ١٥ هـ وعندما انكسر العدو وسار زهرة تلقاء القوم وقد استخلف (التحيرجان ومهران) على جنودهما شهريار رئيس إقليم الباب فلما التقى بأوائل الخيل وعليها جنود المسلمين خرج فنادى ألا من رجل ألا فارس منكم قوي شجاع حتى أنكل به فقال زهرة: لقد أردت أن أبارزك أما إذا سمعت قولك فإنِّي لا أخرج إليك إلا عبدًا فإن خرجت له قتلك إن شاء الله ببغيك وإن فررت منه فإنما تفر من عبد من عبيد بني تميم ثم أمر أبا نباتة نائل بن جعثم الأعرجي وكان من شجعان بني تميم فخرج إليه ومع كل واحد منهما الرمح وكلاهما وثيق الخلْق أي ضخم الجسم إلا أن شهريار كان أعظم خلقًا فلما رأى نائلا طمع فيه فألقى رمحه - ليعتنقه وألقى نائل رمحه كذلك وجردا سيفيهما فاجتلدا ثم اعتنقا فخر كل واحد منهما عن فرسه فوقع على نائل كأنه بيت وضغطه بفخذه فقبض نائل على إبهامه فحطمها حتى رأى منه فتورا فثاوره وجلد به الأرض ثم قعد على صدره وكشف درعه عن بطنه وطعنه حتى فارق الحياة فأخذ فرسه وسواريه وسلبه، ففرح أصحابه فلما حضر سعد بن أبي وقاص القائد العام لجيوش المسلمين قال: عزمت عليك يا نائل أن تلبس سواريه وقباه ودرعه ولتركبن برذونه وغنائمه ذلك كله، فنفذ أمره ثم أتاه في سلاحه على دابته ثم قال له اخلع سواريك إلا أن ترى حربًا فتلبسها فكان أول رجل لبس سواري (١) رجل من قواد وعظماء الفُرس بعدما غنمها وذلك سنة ١٥ هـ.

١٣ - وكذا منهم الصحابي الجليل الأسود بن سريع الذي غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع غزوات وكان أول من قص في مسجد البصرة وتوفي في خلافة معاوية أو في موقعة الجمل.

١٤ - ومنهم أيضًا الصحابي "حنظلة الأسيدي التميمي المعروف بالكاتب" (٢)


(١) انظر: تاريخ الطبري ج ٤ ص ١٦٦ - ١٦٨ وانظر: بنو تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٣٦.
(٢) كتاب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب كان يكتب في غياب عثمان وخالد بن سعد وأبو زيد بن سعيد والعلاء بن الحضرمي وحنظلة الأسيدي التميمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>