للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعد له لحرب الموصل؛ لأن زعماء المسلمين في الفتوحات الإسلامية في صدر الإسلام لا يولون إلا الصحابة، كما اتخذه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على مقدمة الجيش الذي كان تحت قيادة عبد الله بن المغنم وله مشاهد في فتوحات العراق.

٢٥ - ومنهم أيضًا: عامر بن عبد القيس (١) الذي كان صادقًا في وفائه وأمانة قبيلته بني تميم لوفائه عند فتح القادسية؛ حيث قد فاضت كتب التاريخ والمغازي أن مجاهدا من المسلمين من بني تميم رأى رجلين معهما حماران فقتل أحدهما وفر الآخر فأخذ الحمارين وعلى أحدهما سفطانان على أحدهما فرس من ذهب بسرج من فضة وعلى ثغره ونحره الياقوت والزبرجد المنظوم على الفضة ولجام وفارس من فضة مكلل بالجواهر، وفي السفط الثاني ناقة من فضة عليها شليل (٢) من ذهب وبطان من ذهب وزمام من ذهب وكل ذلك منظوم بالياقوت وعلى الفرس رجل من ذهب مكلل بالجواهر كان كسرى يضعها على أسطوانة التاج، فأقبل عليه رجلان من الفُرس فقالا ما رأينا مثل هذا ما يعدله عندنا ولا يقاربه شيءٌ، فقال بعض المسلمين له هل أخذت منه شيئًا فقال الرجل والله لولا الله لما أتيتكم به فقالوا من أنت؟ فقال: وهل أخبركم لكي تحمدونني ولكن أحمد الله الذي هداني لهذا وأرجو ثوابه ثم مضى فأتبعوه رجلًا فسأل عنه فإذا هو عامر بن عبد قيس التميمي، فقال سعد بن أبي وقاص القائد العام: والله إن الجيش لذو أمانة ولولا ما سبق لأهل بدر لقلت: إنهم على فضل أهل بدر، وقال جابر بن عبد الله: والله ما أطلعنا على أحد من أهل القادسية يريد الدنيا مع الآخرة.

ومن قواد بني تميم أيضًا على سبيل الاختصار تبعًا لتسلسل ما قبلهم وسيتبع ذلك تفصيلا إن شاء الله عنهم.


(١) انظر: المصدر السابق ص ٢٣٨ - ٢٣٩.
(٢) الشليل في اللغة على وزن فعيل ومن معانيه نسج من الصوف أو الشعر يوضع على عجز المطية ونحوه في وراء الراكب، وقد كان هذا الشليل من ذهب من روائع آثار الفرس.

<<  <  ج: ص:  >  >>