للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يومئذ من المقاتلة من أهل البصرة من أهل العافية تسعة آلاف ومن بكر سبعة آلاف رئيسهم الحصين بن المنذر، وتميم عشرة آلاف مقاتل رئيسهم ضرار بن الحصين وعبد القيس يقتلون قتيبة بن مسلم لأنه قتل ابني الأهتم (١) والسبب في ذلك أنه لما أراد قتيبة أن يستخلف (عبد الله بن عبد الله بن الأهتم) أتاه بشير بن صفوان بن عمرو بن الأهتم فقال: أتريد أن تستخلف (بشيرا) وهو رجل حريص حسود غدور كفور لحملة (٢) (قتيبة) على الحسد لعبد الله، فلما استخلفه وغزا (فرغانة) و (سجستان) جعل عبد الله يدس لقتيبة عند الحجاج بن يوسف الثقفي فلما تنبه قتيبة هرب عبد الله إلى مكران فأخذ قتيبة: ابنين لعبد الله وقتلهما وأخذ بشيرا فقتله وابنا معه وقتل معهم نفرا من تميم فمر (وكيع بن حسان) و (هرم بن أبي طحمه) على بشير في السوق وقد مثل به بعد قتله فلما دخلا على (قتيبة) قال: ياوكيع ألم تر ما فعلت في صديقك وهو يظن ذلك يرضيه لمناقشات بينهما سابقًا فقال وكيع: سبحان الله ما بلغ كنه ما بيني وبينه ما تبلغ - عقوبة ما رأيت فغضب قتيبة حتى كاد أن يطير الشرر من عينيه وقام وكيع وقتيبة ينظر إليه فأوجس هريم خيفة من غضب ذلك الجبار، فقال له وكيع: لا تخش أن يقتلني فأنا والله أقتله ومضى الظهر والعصر والمغرب على وكيع ولم يصله فلاموه فقال ما أصنع بالصلاة وقد قتل من بني الأهتم من قتل ولم يغضب لهم أحد من أهل الأرض. فعزل قتيبة عن رئاسة بني تميم واستعمل مكانه ضرار بن حصين بن المنذر فقال من قصيدة طويلة:

وإن (ابن سعد) و (ابن زحر) تعاورا … بسيفهما رأس الهمام المتوج

وما أدركت في قيس عيلان وترها … بنو منقر إلا بالأزد ومذحج

وكان قتله سنة ٩٦ هـ وقد قتل من بني مسلم ١١ رجلًا فصلبهم وكيع منهم سبعة لصلب مسلم وأربعة من بني أبنائهم، ولم ينج من صلب مسلم غير عمرو


(١) قتيبة بن مسلم الباهلي كان من التابعين، ومن كبار أمراء بني أمية ولَّاه الحجاج خراسان ففتح الفتوح، فلما ولي سليمان بن عبد الملك الخلافة نقم منه لأنَّه كان قد خلعه في أيام أخيه الوليد وكان قد تحرش في بني تميم لقتله ابن الأهتم.
(٢) انظر: بني تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ ص ٢٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>