عددهم وأشهر زعماء الوفود المذكورة قيس بن عاصم السعدي، وعطارد بن حاجب بن زرارة الحنظلي، وعمرو بن الأهتم العمروى، والزبرقان بن بدر السعدي، والأقرع بن حابس الحنظلي، وقيل بن الحارث العمروي، ورياح بن حارث المجاشعي، وسبرة بن عمرو العمروي، والثلب بن زيد العنبري العمروي. فلما قدموا المدينة ووصلوا إلى حجرات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نادوا الرسول باسمه بصوت عال كصوت جفاة الأعراب، أخرج يا محمد إلينا فأنزل الله فيهم قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (٤) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥)} [الحجرات].
فلما خرج قائلا من هؤلاء؟، قالوا أناس من بني تميم جئنا بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ونفاخرك. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما بالشعر بعثت ولا بالفخار أمرت، ولكن هاتم. فقال الأقرع بن حابس اليربوعي الحنظلي الذي يلتقي بالفرزدق في جده عقال. فقال إن مدحي لزين وإن ذمي لشين. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذاك الله. فقالوا: إنا أكرم العرب. فقال الرسول أكرم منكم يوسف بن يعقوب ابن إسحاق عليه السلام، فقالوا أتأذن لشاعرنا وخطيبنا فقام الرسول وجلس مع الناس فأشار الزبرقان بيده إلى شاب منهم. وهو عطارد بن حاجب بن زرارة من بني يربوع من حنظلة؟ فقام وذكر فضله وفضل قومه بالكلمة التالية:(الحمد لله الذي له الفضل علينا وهو أهله الذي جعلنا ملوكا أعز أهل المشرق وأكثرهم عددًا وأيسرهم عدة وأتانا أموالًا عظاما نفعل فيه المعروف ليس في الدنيا مثلنا ألسنا برؤوس الناس وذوي فضلهم فمن فاخر فليعدد ما عددنا ولو نشاء لأكثرنا ولكنا نستحي من الإكثار فيما خولنا الله وأعطانا).
أقول هذا فأتوا بقول أفضل من قولنا أو أمر أبين من أمرنا ثم جلس. فرد النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقام خطيب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو (ثابت بن قيس بن شماس) فرد عليه فقام الزبرقان بن بدر فقال (١).