للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد بفي بأيديهم الأشراف والتصرف بحوض ماءه عرفات، والسقاية منه، وما كان يُسمح بالاستفادة من الماء إلا بعد أن يأخذ زعيم بني تميم كفايته (١).

يقول الأسود بن يعفر النهشلي التميمي (٢):

وقد علمت أبناء خندف أننا … رعاةُ قواصيها وحاموا الحقائق

وأنّا أولوا أحكامها وذووا النهى … وفرسان غارات الصباح الذوالق

وافتخر شاعر بني سعد بحكمهم في عكاظ:

ليالي سعد في عكاظ يسوقها … له كل شعرق من عكاظ ومغرب

ويقول آخر (٣):

لا يريمون في التعريف موقفهم … حتى يقال أجبروا آل صفوان

مجد بناه لنا قدما أوائلنا … وأورثوه طوال الدهر أخرانا

ويقول جرير (٤):

ونحن الحاكمون على عكاظ … كفينا ذا الجريرة والمصابا

ويعد بنو تميم من أرحاء العرب الذي أحرروا مياها وأراضي شاسعة وداروا عليها دوران الأرحية حول أقطابها في الوبر والمدر (٥)، وسنتطرق لذلك بشيء من التفصيل في الفصل الخاص بمنارل بني تميم.

ومع بداية الفتوح الإسلامية كان من بني تميم كبار قواد جيش الفتوح في العراق وفارس، ومنهم القعقاع بن عمرو التميمي (٦)، والأحنف بن قيس، والزبرقان بن بدر، والأقرع بن حابس، وشرحبيل بن حسنة، وسواد بن مالك


(١) نهاية الأرب للقلقشندى ص ٣١٧.
(٢) ديوان الأسود بن يعفر ص ٥٤.
(٣) المحبر لابن حبيب ص ١٨٧، والأزمنة والأمكنة للمرزوقي ج ٢ ص ١٦٨.
(٤) بنو تميم في الأدب، للمزروعي ص ١٧.
(٥) نشوة الطرب لابن سعيد ص ٨١٢، وبحث الدكتور عبد الرحمن الفريح الذي تقدم ذكره ص ٩٠.
(٦) تاريخ الكبرى، ج ٣، ص ٤٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>