للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب الأحنف بخبر الفتح إلى عمر، فقال عمر عنه: هو سيد أهل المشرق المسمّى بغير اسمه.

وفوجئ الأحنف بيزدجرد وأعوانه يعبرون النهر إليه بعد أن كان يزدجرد قد جاوزه منهزما، وكان الأحنف في عشرة آلاف من أهل البصرة مع إمدادات من أهل الكوفة وفي ليلة من ليالي المواجهة كان الأحنف طليعة لأصحابه بقرب معسكر خاقان فخرج مقاتل في وجه الصبح فقتله الأحنف ثم خرج ثان فقتله فتشاءم خاقان وانصرف وانقض أهل فارس على يزدجرد وأخذوا خزائنه وصالحوا الأحنف (١).

وانتقص أهل خُراسان في عهد عثمان وقدم إليهم يزدجرد فسار الأحنف طليعة لعبد الله بن عامر إلى "مرو" فأعاد فتحها بعد أن هزم الهياطلة وأشياعهم وبعد أن التجأ يزدجرد إلى طاحونته وقتله أهل "مرو" (٢) وسار الأحنف إلى "بَلْخ" يريد خاقان الترك الذي ترك "بَلْخ" فعادت إلى الإسلام ثانية في سنة ٣٢ هـ (٣).

وقد لقي الأحنف مقاومة عنيفة في "طُخَارستان" حيث اجتمع أهل "الجوزجان" و"الفارياب" في وقت رفض هو فيه الاستعانة بأهل "مرو" ممن لم يدخلوا في الإسلام، وقد تولى الأقرع بن حابس إعادة فتح "الجوزجان" ببني تميم (٤) وسار الأحنف إلى "خوارزم" على نهر جيحون وعاد منها إلى بلخ بعد أن استعصت عليه، وحول "مرو الروّذ" بني قصره المعروف ب "قصر الأحنف" وله رستاق عظيم هناك يعرف ب "رستاق الأحنف" (٥).


(١) انظر التفاصيل في الطبري: تاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٢٤٦ وابن الأثير: الكامل ج ٣ ص ١٤.
(٢) قتل بزدجرد في طاحونة على نهر "الزريق" ب "مرو" وفي ذلك قال نافع بن الأسود بن قطبة بن مالك الأسيدي التميمي:
ونحن قتلنا "يزدجرد" ببعجة … من الرعب إذ ولى الفرار وغارا
انظر ياقوت: معجم البلدان: مادة الزريق.
(٣) انظر خليفة بن خياط: تاريخ خليفة بن خياط، ص ١٦٤ الذهبي: تاريخ الإسلام ج ٢ ص ٣١.
(٤) وكان مما قاله لهم: يا بني تميم تحابوا وتباذلوا تعدل أموركم وابدؤوا بجهاد بطونكم وفروجكم يصلح لكم دينكم ولا تغلوا يسلم لكم جهادكم. انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٣٥٧ والبلاذري: فتوح البلدان ص ٢٩٨.
(٥) انظر البلاذري: فتوح البلدان ص ٦٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>