أتقبل عذر الصب أم أنت عاذله … بذكرى حبيب عنك شطت منازله
غزال حوى كل المحاسن والبها … يغازلني بعد العشا وأغازله
فتاة كأن الشمس غرة وجهها … فأتى يبين البدو حين تقابله
نأت فنأى عن صبها كل عاذل … فياليتها تدنو وتدنو عواذله
فمن لعذول لا يزال بجهده … يجادلني في حبها واجادله
وما أنا إلا كالفتى في اعتلاله … فلا اثر تبديه فيه عواذله
وقد أصبحت (سلمى) بأبعد شقة … يكل بها كم المطي وهازله
(تميمية) حلت بتيماء ودونها … من الجبل الطائي (قفار) وحائله
فعن مثلها فاثن العنان ميمما … مليكا عظيما لم يخب قط سائله
إله السما والأرض فاسأله راغبا … تنل كل ما ترجو وما أنت آمله
فنشكو إلى الله الزمان الذي استوى … لدى أهله قس الكلام وباقله
به اندرست كل العلوم وأقفرت … فانكر فضل العلم بالعلم جاهله
وقائله اقصر فما بعد فيصل … لذي أدب حظ فماذا تجادله
اترغب في نظم القريض وجسمه … موارى بقبر غيبته جنادله
فقلت: دعيني أن يكن مات فيصل … فخالقه حي وما مات نائله
فقد ورث المجد المؤثل والندى … لنحل زكت اخلاقه وشمائله
أبو النجم عبد الله حامي حمى الهدى … بغرته بشر الندى مخائله
قال حسين حسن: كان أحمد بن مشرف عالما فقيها ومحدثا أديبا وشاعرا موهوبا راسخا، وقد بلغ درجة الأستاذية مدرسا بالأحساء فأفاد وعلم الناس ونظم رسالة في الفقه نظما طريفا واختصر صحيح الإمام مسلم اختصارا جميلا، وكان بينه وبين الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ محمد بن عبد الوهاب صحبة أكيدة ورسائل علمية مفيدة فيها كثير من الحكم واللطائف وأشعار الإعجاب والعتاب ضمنها ديوانه المشهور.
وله في الإمام فيصل أيضًا قصيدة مشهورة نظمها في عام ١٢٧٨ هـ وفيها:
أأسلو وقلبي للغرام غريم … وجسمي كطرف الفانيات سقيم
ولي مقلة لا يقلع العذل دمعها … وقلب إذا جن الدجاء يهيم