عبد الله بن رشيد بحائل وقل له: (نشرب من جوابينا وناكل من قرينا ونلطم وجه اللي يظلم يجينا) فلما وصلت هذه الرسالة إلى عبد الله بن رشيد قال (١):
يا سعيّد اركب فوق حمرا معفات … كنك غراب نازل في ظهرها
سرّه اليا ماتجي دار التميمات … نعم الحمايل عنده ميلة دهوها
سقنا تميم عن محل الخشيمات … سوق الظوامي عن زلالي نهرها
سقناه لجفيفا وللمستجدات … وفرافره له من يقلع شجرها
وبخشوم سلمى للمفيدات مشهات … كلٍ يحدر مرزقه من وعرها
وحين سمع حمير بن عيادة التميمي هذه القصيدة رد عليها بقوله:
يا راكبٍ من فوق حمرا سبنتات … ما ضرّب أبوه كود يعرف مهرها
هيهات يا جويلان هيهات هيهات … هيهات وين سوفكم وين أثرها
لو أن دارك للتميمات مشهات … قزوك عنها يم حامي صقرها
فنّك تحط براس اعيرف منارات … وتشرب قراح من زلالي نهرها
ما غير تشرب من هماج الحميضات … وأوذيت نطار الخضر في نطرها
والسبنتات من أسماء السبع، وأبيات هاتين القصيدتين غير مرتبة وفيهما نقص كبير والقرّى: التين وفرافرة هي بلدة السليمي، وهي فرافرتان قديمًا، وهيهات فصيحة وهي لغة بني تميم، وقريش أهل الحجاز يقولون أيهات، وقد ورد في القرآن الكريم هيهات بلغه تميم، قال تعالى: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (٣٦)} [المؤمنون]، ذكر ذلك السيوطي في المزهر، وزعم مختار سيدي الغوث في كتابه (لهجة قريش) أن السيوطي عكس سهوا وأن أيهات هي لغة تميم بدليل قول جرير:
فأيهات أيهات العقيق وأهله … وأيهات وصل بالعقيق نساءله
والمقصود بداره السويفلة شمال مدينة حائل الحالية، ومياهها الجوفية تأتيها من قفار وتقدم فيما سبق تحليل لهاتين القصيدتين.
(١) روي مناسبة هاتين القصيدتين فهد الخوير - رحمه الله - وقال الدكتور رشيد العمرو: إن ابن عيادة يقول: ونذبح اللي يجينا.