للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جانب كبير من الثراء والدهاء، ولما بطش الأمير محمد بن رشيد بآل جبر أشفق هذان الأخوان على البقية منهم فأضافاهم في قصرهما المشار إليه في دور وسردايب مدة من الزمن، وحدثني الشيخ سليمان اليعقوب بحديث قريب من حديث الخوير، والشيخ سليمان من آل يعقوب وهم أسرة من أهل الفضل والعلم في مدينة حائل، وكانوا قبلها في قفار.

ومن أخبار آل عفنان أهل قفار أن كبيرهم ناصر قد بلغ من ثرائه أنه كان يجنب عددا من الخيل والعبيد من سوق المدينة المنورة إلى قفار ثم يجلبها إلى حائل في سوق يحمل اسم (عفنان) في وسط المدينة.

وبعد ناصر بن عفنان تولى إمارة قفار علي بن رشيد بن عيادة في رأس القرن الثالث عشر الهجري، وكان هذا الأمير صلبا، قيل أنه امتنع على الأمير محمد بن رشيد عندما أراد منح قطعة أرض لأحد الراغبين في الاستيطان بقرب قفار، بل لقد قيل إنه قال: إذا حفر هذا الرجل بئرا فسوف نردمه عليه، مع أن عليا هذا كان في فترة بدأ يضعف فيها شأن قفار بسبب الحمى والحروب.

قال ألويس موزل الذي زار قفار في عام ١٩١٥ م: وفي السنوات الأخيرة اجتاح مرض الحمَّى القرية فقضي على النساء والأطفال، بينما هلك الرجال في الحروب.

والذي يلاحظ هو أن آل عيادة الذين منهم علي بن رشيد كانوا من بين الأسر التي أثرت فيها الحمَّى تأثيرا قويا فمات أكثرهم في قفار، على أنه مما تجدر الإشارة إليه أن كثيرا من الأسر كآل مفيد وآل حمران والمزاريع وغيرهم من آل حماد قد نزحوا من قفار قبل الحمَّى بزمن طويل فعمروا بلدانا جديدة في منطقة حائل وفي غيرها من المناطق النجدية من البلدان.

وفي قفار الآن أسر قليلة تنتمي إلى آل عيادة صلبية، وأسر أخرى في قفار والحائط تنتمي إليهم ولاء لا صلبية (١).


(١) ومنهم أسر في تيماء وموقق.

<<  <  ج: ص:  >  >>