للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رفعت مجد (تميم) يا هلال لها … رفع الطراف إلى العلياء بالعمد

حتى نساء (تميم) وهي نائية … بقلة الحَزْن فالصّمّان فالعقد

لو يستطعن إذا نابتك مجحفة … فدينك الموت بالآباء والولد

والحَزْن والصّمان والعقد من منازل تميم في الجاهلية والإسلام وعصر بني أمية وشطرا من عصر بني العباس. قال ذو الرِّمة:

تمنت (الأزد) إذ غبَّت أمورهم … أنَّ المهلب لم يولد ولم يلد

كانوا ذوي عدد دهم وعائرة … من السلاح وأبطالًا ذوي نجد

فما تركنا لهم من عين باقية … إلّا الأرامل والأيتام من أحد

بالسِّنْد إذ جمعنا يكسو جماجمهم … بيضًا تداوي من الصورات والصيِّد

ردّت علي (مُضر الحمراء) شدّتنا … أوتارها بين أطراف القنا القصد

والحي (بكر) على ما كان عندهم … من القطيعة والخذلان والحسد

جئنا بآثارهم أسرى مُقرنة … حتى دفعنا إليهم رُمّة القود

في طحْمة من (تميم) لو تصك بها … رُكني ثبير لأمسي مائل السَّند (١)

وقد تبارى جرير والفرزدق وحاجب بن ذبيان المازني التميمي ورؤبة السعدي التميمي في الافتخار ببطولة هلال بن أحوز، ويعد شعر ذي الرمة من أهم مصادر معرفة المواقع والهضاب في الدهناء والصمان في شمال وشرق جزيرة العرب.

ومن أخبار الخيل أن أحد الملوك طلب (سَكاب) فقال صاحبها التميمي:

أبيت اللعن إن سكان علْق … نفيس لا تعار ولا تباع

مفدّاة مكرّمة علينا … يجاع لها العيال ولا تجاع

سليلة سابقين تناجلاها … إذا نُسبا يضمهما الكُراع

فلا تطمع أبيت اللعن فيها … ومنعكها بشيء يستطاع

العلق الشيء النفيس، يقول: إن فرسي متاع نفيس لا يعرض للبيع ولا يبذل للإعارة، وهي مفداة أي تفدي من كرمها وعتقها وتؤثر على العيال فتشبع ويجاع


(١) ديوان ذي الرمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>