فاخضرّت فنظر إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخلتُ عليه فسألني فأخبرته. وذكر الواقدي القصة بكاملها إلى أن قالت وكنت ألقى من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - يفخرْن عليّ يقلْنَ: يا بنت اليهودي. وكنت أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلطف بي ويكرمني فدخل عليَّ يومًا وأنا أبكي، فقال ما لك؟ فقلت: أزواجك يفخرْن علي ويقلْن يا بنت اليهودي. قالت: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد غضب ثم قال: إذا قالوا لك أو فاخروك فقولي: أبي هارون وعمي موسى اهـ. على أني أشك في رواية الواقدي هذه فليس من أخلاق أمهات المؤمنين أن يقلن هذا القول لمن هي من أمهات المؤمنين وقد أسلمت وصارت زوجة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وإن كان الواقدي لم ير بذلك بأسًا لأنهن لم يسُبَّن صفية - رضي الله عنها - وإنما السب راجع إلى أبيها وهو يهودي ومات يهوديا فلذلك ذكر هذه القصة، والله أعلم.