للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الله ابن الجُمَحية فقد أعقب خمسة رجال، وفيهم الكثرة وهم محمد وعيسى الأوقص وسليمان وإبراهيم دخنة وأحمد، ومحمد له بقية بالكوفة يقال لهم بنو جعيفر منهم فاطمة النائحة بالعراق، وعيسى الأوقص من ولده قاضي الداعي الكبير وله ذيل طويل في جرجان وطربستان وخراسان من بلاد المعجم وإيران، أما سليمان فأعقب أحمد ومنه علي له ذرية في مصر يقال لهم بنو قمرية. أما إبراهيم دخنة فقد أعقب عليا، وعلي أعقب إبراهيم الَعَلَق (١) وهو رأس قبيلة العليقات الذين كانوا في نصيبين، والذين سنورد عنهم الكلام مفصلًا. وأعقب أحمد إسماعيل ومن ذريته الأمير همام، رأس بني همام كانوا في نصيبين مع بني عمومتهم العليقات حتى دخول التتار (المغول) العراق في منتصف القرن السابع الهجري أي عام ٦٥٦ هـ.

أما أولاد ابن القرشية فقد أعقب ابن الحارثية، وهذا أعقب القاسم الجزولي وأعقب الجزولي عبد الرحمن بن القاسم أقضي القضاة: أبا القاسم النويري الشهيد الناطق في وقعة الإفرنج بدمياط عام ٦٤٨ هـ والنويري نسبة للنويرة وهي قرية ببني سويف في صعيد مصر، ويعد هذا البيت من أعظم البيوتات المصرية في العلم والأدب، ظل يخرج فطاحل العلماء والفضلاء خلال ثلاثة قرون طويلة، وأعقب الشهيد الناطق القاسم جمال الدين وعنه أخذ ابن النعمان الإمام الشهير، وأعقب القاسم عبد العزيز وأعقب عبد العزيز أحمد شهاب الدين خديجة أم الفضل الصوفية، وعلي نور الدين كان موجودًا عام ٧٨٦ هـ؛ ومحمد أبا الفضل قاضي قضاة، وقد ترجم الأخير صاحب شذرات الذهب في وفيات عام ٧٨٦ هـ وقال وفيها توفي القاضي جمال الدين أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز النويري نسبة للنويرة من أعمال القاهرة، ولد في شعبان عام ٧٢٢ هـ وسمع بدمشق من المزي وغيره، وبمكة المكرمة من ابن جماعة، وصار قاضي مكة وخطيبها، وقال الحافظ ابن حجر عنه: كان رجلًا عالمًا يستحضر الفقه وغيره، وقال ابن حبيب: ولي قضاة مكة نيف وعشرين سنة، وكان فصيح العبارة لسنا، جيد الخطبة متواضعًا محبا للفقراء، توفي وهو متوجه إلى الطائف في رجب وحُمل إلى مكة ودفن بها وخلف تركة وافرة، أما علي نور الدين فقد أعقب


(١) العَلَق: النفيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>