للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من سنة ١١٤٢ هـ إلى سنة ١١٦٣ هـ أي نحو عشرين سنة وبعد أن انتهى أمر تلك الإمارة بنشأة الدولة السعودية، وفي عهد قيام الإمام المجدد الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب "قدس الله روحه" بالدعوة السلفية الإصلاحية التي عادت على الأمة الإسلامية كلها بالخير والبركة، وتطهير تعاليم الدين الحنيف مما ألصق به من الشرك والبدع والخرافات، بالرجوع إلى المنابع الصافية وكتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وما عليه السلف الصالح في القرون الثلاثة المفضلة الأولى، وقد بدأ بنشر تلك الدعوة الكريمة في مدينة العيينة قاعدة البلاد النجدية في ذلك العهد وفي كنف أميرها عثمان بن حمد بن عبد الله وبمؤازرته ونصرته، فقد كانت الصلة بين الشيخ/ محمد وبين الأمير عثمان صلة قوية من صلة النسب وصلة المصاهرة حيث تزوج الشيخ/ محمد الجوهرة بنت عبد الله عمه الأمير عثمان وفتح الله على قلب الأمير لقبول دعوة الشيخ فقام معه على نشرها فهدم قبة زيد بن الخطاب - رضي الله عنه - وأقام الحدود، ولكن حاكم الأحساء آنذاك كان له نفوذ قوي في ذلك العهد يمتد إلى بلاد نجد فهدد عثمان حتى أمر الشيخ بمغادرة العيينة وخرج منها إلى الدرعية ثم بعد ذلك وفد عليه وجدد له البيعة واستمر على القيام بمؤازرة الدعوة حتى قتل في صلاة الجمعة في شهر رجب سنة ١١٦٣ هـ … انتهى.

وقال الشيخ/ حمد الجاسر (١) ما نصه: وقد تحدثت في (أسبوع الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب) الذي أقامته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في آخر شهر ربيع الثاني لسنة ١٤٠٠ هـ عن (المرأة في حياة الشيخ) وتعرضت لحادثة قتل الأمير عثمان بن معمر، أرجعتها لأسباب لا صلة لها في عقيدة الرجل ولا أرى ما يدعو إلى الإطالة بذلك وقدم الرجل على ما قدم عليه … انتهى.

وقال الجاسر عن ابن بشر (٢): وفي سنة ١١٦٣ هـ ولي إمارة العيينة بعد عثمان بن معمر مشاري بن إبراهيم بن عبد الله بن معمر، من شهر رجب تلك السنة حتى عام ١١٧٣ هـ، ومشاري هذا هو صهر الإمام محمد بن سعود، وهو


(١) انظر الأسر المتحضرة في نجد ج ٢ ص ٨٤٢، وانظر أيضًا مجلة العرب ص ١٥، ص ٢٧٠ وما بعدها.
(٢) انظر الأسر المتحضرة في نجد ج ٢ ص ٨٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>