كثيرة على يمين الوادي الذي عليه السد وشماله وكانت المرأة تمشي والمكتل وهو زنبيل يعمل من الخوص على رأسها فيمتلئ من الثمر بدون أن تتعب في قطفه، وقد رأى عمر بن عامر رؤيا في المنام كأن جرذا يقال له الخلد يحفر في جدار السد وقد قص رؤياه على كاهنة يقال لها طُرَيْفَةُ فأخبرته أن السد سوف ينهار بفعل سيل العرم فأعمل الحيلة في الخروج من اليمن وبيع أملاكه وخاف أن نادي ببيع أملاكه أن ينكر قومه ذلك فأتفق مع أصغر أولاده والمحبب إلى قلبه أنه إذا قعد في محفل قومه سوف يناقش في أمر من الأمور وسوف يكلمه بحدة وسوف يرد عليه فيغضب عمر ويلطمه بيده ويرفع الولد يده كأنه يهم برد اللطمة وقد تم الأمر حسب ما اتفق عليه، وقد هم قوم عمر بن عامر بالفتك بالولد وهم لا يعلمون أن الأمر مدبر بينهم فمنعهم الأب وطلب من ابنه الخروج من اليمن فغادر الابن بناء على طلب أبيه، وبعد فترة من الزمن طلب عمر من قومه الاجتماع وأخبرهم أن خروج ابنه أثر فيه وأحزنه وهو لا يصبر عنه لذا عزم على بيع أملاكه والخروج من اليمن فتغانم أهل اليمن الفرصة لشراء أملاكه وعندما تم بيع أملاكه أخبر جماعته الخاصين وهم الأزد أن السد سوف ينهار وأن عليهم الخروج معه.
وقد اختلف من هو الولد الذي صارت له اللطمة مع أبيه عمر بن عامر ويدعي الأنصار أنه أبوهم ثعلبة، ولكن المصادر القديمة تذكر أن ثعلبة هو الكبير من أولاد عمر الملطوم وأن ثعلبة بقي مع أبيه حتى وفاته وكذلك ذكرت بعض المصادر أنه وداعة وهو وادعة، ولكن هذا ليس بصحيح حيث إن وادعة مع أبيه عمر حتى وفاته، وقد أجمعت المصادر القديمة أن جميع أولاد عمر بن عامر معه عدا ابنه عمران أبو الأسد الدوسر. وقد ذكر محمد بن حبيب المتوفى عام ٢٤٥ هجرية شارح ديوان حسان بن ثابت الأنصاري أن جميع أولاد عمر معه عدا عمران، وأن عمران خرج مغضبا لأبيه، وهذا يثبت أن صاحب اللطمة هو عمران الذي تحمل فراق أبيه وإخوته وجماعته في سبيل إنجاح مسعى أبيه عمر لبيع أملاكه، وقد سار عمر مع أولاده وجماعته الأزد حتى إذا كانوا في ماء يقال له غسان مرض وأحس بقرب الوفاة، وقد جمع عمر بنيه فقال لهم: إني قد علمت أنكم ستتفرقون من منزلكم هذا بعدي فمن كان منكم ذا هم بعيد وحمل شديد ومزاد حصيد فليلحق بكاس وكود فلحقت وادعة بن عمر بأرض همدان، ثم قال: