قال البسام في كتابه علماء نجد خلال ستة قرون: بدران هو ابن عامر بن رائد الذي كان الرئيس العام في الدواسر ويروون بيت شعر يدلُّ على مشيخته الكبيرة وهو:
لا ظل إلَّا ظل غار من الصفا … ولا شيخ إلَّا عامر ولد زائد
وذرية بدران يقال لهم البدارين وهم بطون كثيرة من أشهرهم السداري أهل الغاط أخوال الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله وبعض أنجاله ولهم مناصب رفيعة في الدولة السعودية والدواسر قبيلة كبيرة تتفرع إلى بطون وأفخاذ وعشائر كثيرة من بين بادية وحاضرة، وتجتمع هذه البطون والأفخاذ في جدهم غانم بن ناصر بن ودعان بن سالم بن زائد بن سالم بن وداعة بن عمر بن عامر إحدى قبائل الأزد من شعب كهلان أحد جذمي قحطان الكبرى وإذا قلت في كتابي هذا قحطان الكبرى - فأقصد هذا الشعب الكبير الذي يضم قبائل جنوب الجزيرة وغيرها من القبائل التي نزحت إلى نجد، وهذا الشعب المقابل لشعب عدنان - وإذا قلت - قحطان الصغرى - فأريد بذلك هذه القبيلة الشهيرة التي أصلها في سراة عبيدة وتحولت بعض بطونها إلى نجد. وقال البسام أيضًا: إن الذي يترجح عندي أن جذمي قبيلة الدواسر: تَغْلِب وزائد كلاهما من القحطانية لا أن بعضهم - وهم تَغْلِب من عدنان كما يقول بعض النّاس، فتغلب عدنان ذهبوا عن نجد إلى العراق قبل الإسلام ولم يبق منهم من له اسم يذكر (١) ومكان الدواسر الآن هو طريق هجرة قبائل قحطان من اليمن والسراة إلى نجد، ويترجح عندي أنهم من الأزد ثم كهلان، وما يؤيد هذا أبيات ثابت بن كعب الأزدي:
ألم تر دوسرا منعت أخاها … وقد حشدت لمقتله تميم
شنؤتها وعمران بن حرام … هناك المجد والحسب الصميم
وخيل كالقداح مسومات … لدى أرض مغانيها الجميم
عليها كل أصيد دوسري … عزيز لا يفر ولا يريم
(١) هذا القول فيه نظر؛ لأنه ليس ما يمنع بقاء أشلاء من تَغْلِب بن وائل في بلاد نجد معظمها من الأسر المتحضرة إلى جانب آخر دخل في بادية عَنَزة كما يقول الرواة من هذه القبائل، وقد ذكر ابن خلدون في تاريخ العبر وجود نغلب وائل في بلاد البحرين والأحساء في القرن السابع الهجري وهذا يعني وجودهم في الجزيرة العربية ولربما فروع الأفلاج ووادي الدواسر تناسلت من هؤلاء (صاحب الموسوعة).