وعند ذكر العتكي علَّق أبو علي الهجري وقال:(العتيك بن الأسد بن عمران بن عمرو بن عامر إلى مازن الأزدي وهم أهل وحفة القهر إخوة الأنصار، وقال في موضع آخر: (قشير ونهد والعتيك هم أهل وحفة القهر) وقد تضمنت قصيدة النهدي السالفة الذكر أسماء عدد من المواضع التي تقع في حواشي جبال القهر أو قريب منها كما تضمنت كثرة قوم المستنير في قوله: لهفي بقلتنا وكثرة جمعكم (البيت) وفي قرابة القرن الخامس وأوائل القرن السادس تقريبًا نزل الدواسر وادي العقيق وقد كانت تسكنه قبلهم بنو عُقيل بن كعب من عامر بن صعصعة وقبلها بنو جرم من قُضَاعة وهم الذين تحاكموا إلى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيه، فقد قدم الصحابي الجليل أسماء بن رئاب الجرمي إلى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشكا له اعتداء بني عُقيل عليهم فأحضرهم عليه الصلاة والسلام مع خصمهم أسماء وبعد سماع دعوى الطرفين قضى به الأسماء وقبيلة جرم إلَّا أن بني عُقيل لَمْ ترض بحكم النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بدليل شعر أسماء بن رباب حيث يقول:
واني أخو جرم كما قد علمتوا … إذا جُمعت عند النَّبِيّ المجامع
فإن انتموا لَمْ تقنعوا بقضائه … فإني بما قال النَّبِيّ لقانع
وعند تفرُّق جرم وضعفها حلت مكانها عُقيل فسمي الوادي عقيق بني عُقيل، وعند نزول الدواسر العقيق دارت بينهم وبين أهله معارك ضارية كان الفوز حليف الدواسر.
وفيها يقول السديري:
دار خذوها بالمراهيف عنوة … وهم نورها الساطع ينير ضياه
بني عُقيل أخلوا مغاني ديارهم … بعد دمهم بأرض العقيق سقاه
من غلمة ما باعوا العز والشرف … يوم الردي فعل الجميل نساه
تشهد مشارف اليمامة بفعلهم … فعل نعد العالمين ثناه
ومنذ نزول الدواسر العقيق أطلق عليه وادي الدواسر إلى يومنا هذا، وقد صادفهم فيه القبول والنمو ومنه انتشروا في أصقاع الجزيرة فنزلوا الأفلاج والخرج