فلمَّا أرادَ اللَّه رُشْدي وزُلْفَتِي … أضاء سبيلَ الحَقِّ لي وَهَدانِيا
فألقَيْتُ عني الغَيَّ للرُّشْدِ والهُدَى … ويَمَّمْتُ نُورًا للحَنيفَة بَادِيا
وَصرْتُ إلى عيسى ابن مَرْيَمَ هَاديًا … رَشيدًا (١) فَسَمَّانِي المَسِيْحُ حَوَارِيَا
بَنيَّ اتقوا اللَّه الذي هو ربكم … بَراكُم له فيما بَرَا وَبَرَانِيَا
ونُؤمنُ بالإنْجِيْل والصُّحُف التِي … بها يَهْتَدي لِلوَحْي من كان تَاليا
لنَعَبُدَه سَبحانه دون غَيرِه … ونَسْتَدْفِعَ البَلْوَى به والدَّوَاهِيَا
بَنيَّ صَحِبْتُ النَّاسَ ثم خَبرتُهم … فأفضَلَهُم ألْفَيتُ من كان وَاعيا
وألفَيتُ أَسْنَاهُم مَحلا ومَنْصبًا … رشيدًا عن الفَحْشَاء والإفك نَادِيَا
وألفَيتُ أوهاهم لَدَى كل امْرةٍ … مُضلا لضُلال العشيرة (٢) غَاوِيَا
بَنيَّ احفظوا للجار واجِبَ حقِّهِ … ولا تُسْلَموا فَي النَّائبات المَواليَا
وشُبُّوا على فَرع اليَفَاعة (٣) نارَكُمَ … ليأتيهَا الضَّيفُ الذي باتَ سَارِيا
ولا تَبدَؤا بالجرب مَنْ لَمْ يكن لكم … منَ النَّاس بالعُدْوان والظُّلْمِ باديا
ومهما ازْدَرَعْتُم يا بني فإنه … سيُحصد يومًا بذر ما كان زاكيا
ومن بني الحارث، بنو رَبْعي بن عُبَيْد اللَّه بن عبد اللَّه بن عبد المَدَان، ومن بني عبد المدَان ملوك نَجْران، وعبد المَدَان، هو عمرو بن الدَّيَّان، [واسمه يزيد] (٤) ابن قَطَن بن زياد بن الحارث بن كعب بن الحارث -المقدم ذكرهم- ومنهم ذوو رَبْعِي البطن المعروف في عُتَيْبَة، وهم الحُفَاة، ومنهم ذو صَقْر، والتُّوْمان فخذ، وآل طُويْق فخذ، والرَّقاقِصَة فخذ، ومنهم اليِبَّس، قال في نهاية الأرَب: ومن بني الحارث من يسكنون الشرق من بلد الطائف في ناحية الجنوب (٥) وهم بنو الحارث الشَّلاوى، ومن بطون بني الحارث، بنو الحِمَاس ذكرهم أبو عُبَيد، منهم النَّجاشِي، وأخوه جدع (٦)، ابنا عمرو كانا شريفين، وفي قومهم الحَماسة، والحماسة في اللغة
(١) في الأصل: وسيدا؛ والتصحيح من وصايا، م، ١٠٦؛ الأصمعي، ١٤٣.
(٢) في الأصل: فضل الظلال للعشيرة، والتصحيح من وصايا، م، ١٠٦؛ الأصمعي، ١٤٤.
(٣) في الأصل: اليفاع، والتصحيح من وصايا، م، ١٠٦.
(٤) في الأصل: عبد المدان هو يزيد بن الديان؛ التصحيح والإضافة من ابن الكلبي، ٨٣؛ ابن حزم، ٤١٦؛ الإصابة، ٣، ٦٦٠.
(٥) ابن بلهيد، ٤، ١٤٧، ٥، ١٢٥.
(٦) القلقشندي، ١٥٢ سبائك، ٤٠؛ لكن ابن الكلبي؛ ٨٤؛ الاشتقاق، ٤٠٠، قالا: وأخوه خديج.
