للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاداتنا عند المزين نردها … نتسوق في الهيجا الى حمى سوقها (١)

بشلف مضرين عسلهن على اللحم … وخناجر دفق الدمي من فتوقها (٢)

كله لعينا هجننا يوم حدرت … اللي شايلها لفت في حلوقها (٣)

والا لعينا فطر شمخ الذرى … اللي يعدى للمناره عبوقها (٤)

هبا اللاش لا اسعفت ذي ومثلها … رسوم المراجل لا عرضت ما يذوقها (٥)

لها من يقوم بها لا ثقل حملها … بني هديب اللي تعلق علوقها (٦)

سلالة سلطان العبيدي ويعرب … ما حن لأصول القبائل نبوقها (٧)

وصلوا على خير البرايا محمد … اعداد ما غنى الولع في عذوقها (٨)

وهذا الشاعر محمد بن ناصر بن كدم آل قريش من قبائل آل الصقر ينظم هذه الأبيات من قصيدة طويلة يعبر فيها عن فخره بقبائله ويصف منازلهم وجمال ربيعها. . فيقول:


(١) المزين: كانت نساء العرب إذا قامت الحرب ركبن في الهوادج وسرن مع الجيش يحثنه على القتال ويستثرن همم الرجال. الهيجاء: المعركة.
(٢) شلف: جمع شلفا وهي الحربة. مضرين: معودون مدربون. عسلهن: عسل جمع عسلة وهي النصل الحاد في حرية الرمح. خناجر: جمح خنجر وهي آلة ذات حدين في رأسها انحناءة إلى الإِمام تستخدم في الطعان من قريب. الدمي: الدماء.
(٣) هجننا: هجن جمع هجين وهو البعير أو الناقة. حدرت: اتجهت شرقًا. شلايلها: الشلايل، جمع شليلة وهي قطع من القماش الأسود تربط في رقبة راحلة طالب النجدة فإذا قطعها القوم المستنجد بهم فذلك دليل بنجدتهم وإن لم يقطعها القوم المستنجد بهم فمعنى ذلك أنهم لن بنجدوا الذين استنجدوا بهم. لفت: أتت وعادت. حلوقها: رقابها.
(٤) فطر: جمع فاطر وهي الناقة. شمخ الذرا: عاليات السنام. المنارة: المجلس يجتمع فيه القوم يتجاذبون أطراف الحديث. المنارة: الشمعة ذات السراج. ابن سيده: والمنارة التي يوضع عليها السراج. عبوقها: الغبوق اللبن يندم للناس في العشي.
(٥) اللاش: الدنيء الذميم وهي من لا شيء أي ليس هناك شيء.
(٦) بني هديب، هديب: جمل قري سمين يوضع في مقدمة القافلة ليقودها وهو يحمل فرق حمله العادي حمل بعير آخر لقوته وصبره: بني هديب: الذين يشبهون هديبا في صبره.
(٧) سلطان العبيدي: أحد العرب القحطانية العظماء ينتسب له كثير من القبائل العربية منها بني هاجر وشمر وغيرهما. يعرب: هو يعرب بن قحطان وإليه تنتسب العرب القحطانية وهو أول من حكم الأمصار ونظم المدن وجيش الجيوش وأول من أعرب اللغة العربية الفصحى، وبنو هاجر ترجع أنسابها إلى العرب القحطانية. نبوقها: نسرقها ونكذب لنحصل عليها.
(٨) وردت الشطرة الأولى من البيت في المصدر (٢) على النحو الآتي "وفضيلة ما قلت صلاة على النبي".

<<  <  ج: ص:  >  >>