دنيا تقلب ما عليها حد قار … كم صفة راحت وذولاك يمشون (١)
اتلى التلايا تصبغ الوجه بغبار … توبوا ترى التايب من النار مصيون (٢)
العابد المخلص بجنات وانهار … والعاصي المشرك فهذاك ملعون
دنياك ما تسوى ولا ربع دينار … ريش البعوضة ما يجي به على الدون (٣)
يا اللَّه بستر الدار من ماقف العار … وفي الآخرة عتق مع اللي يعتقدون (٤)
وارجي المغفرة والفر في غمرة الغار … وبرحمتك والعفو ساعة يسيرون (٥)
عبدك مطيع لك قرار بلا انكار … ولا إله إلا أنت عما بظنون
ويل المكذب يوم يدري بالاسرار … ويل الذي من دون ربي يعبدون
الملك بيد اللَّه لا صار ما صار … والي الرقاب وعنده الرزق مضمون
يا اللَّه طلبتك يوم ضيعات الابصار … نهار ميعاد الخلايق يحضرون
نهار ينشق السما والفلك دار … ولا يدور الا من الكاف والنون
حافين عارين ويمشون حسار … الى بعثروا ثم حصلوا اللي يعملون
الحق منصوب ولا فيه معيار … كل قصاصه بالموازين موزون (٦)
احد يمدون كتابه بالاعسار … واحد على اليمنى يمدون (٧)
فاز الخف وحازوا فرقة لنار … بيس القرار بمقعد الذل والهون
تمت وصلى اللَّه على سيد الاخيار … محمد اللي فضله عامر الكون
ما ساعي يسعى وما طاير طار … وحلقوا بالبيت ناس يلبون
وقال عليان آل ناصر:
قاله عليان الصبي لبس تاج الشيب … قلة مجاهيمه ولا قلة انواعه
حدوني على شانه هل الماقف التعيب … مع صفة ما عاد له عندهم طاعه
يا وجد علي وجد من هو كلاه احديب … نهار الخميس يعلق الناب ثم زاعه
(١) قار: مستقر. صفة: جيل.
(٢) اتلى: آخر. التلايا: النهاية والعاقبة.
(٣) البعوضة: حشرة صغيرة على هيئة الذبابة تمتص دم الكائن الحي وتسبب عددا من الأمراض.
(٤) ماقف: موقف.
(٥) ساعة يسيرون: يوم القيامة.
(٦) معيار: قطعة من الحديد أو الحجر توضع في الميزان لمعادلة الماعون الذي به الحاجة الموزونة.
(٧) الإعسار: اليسار وقصد بها العسر والصعوبة.