للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرخاء، والصبر عند البلاء، والرّضى بمر القضاء، والصدق في مواطن اللقاء، وترك الشماتة بالأعداء. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء" ثم قال: "وأنا أزيدكم خمسًا فيتم لكم عشرون خصلة إن كنتم كما تقولون؛ فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تنافسوا في شيء أنتم عنه غدًا تزولون، واتقوا اللَّه الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون، وارغبوا فيما عليه تقدمون، وفيه تخلدون". فانصرف القوم من عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وحفظوا وصيته وعملوا بها (١).

٢ - "الإيمان يمان، ورَحَى الإسلام في قحطان، والقسوة والجفاء فيما ولد عدنان، حِمْيَر رأس العرب ونابها، ومذحج هامتها وغلصمتها، والأزد كاهلها وجمجمتها، وهمدان غاربها وذروتها" (٢).

٣ - "الأمانة في الأزد، والحياء في قريش" (٣).

٤ - "أتتكم الأزد أحسن الناس وجوها، وأعذبها أفواها" (٤).

٥ - "إن الأزد أسد اللَّه في الأرض، يريد الناس أن يضعوهم ويأبى اللَّه إلا أن يرفعهم، وليأتين على الناس زمان يقول الرجل: يا ليت أبي كان أزديا، يا ليت أمي كانت أزدية" (٥).

وللأزد أثناء الفتوحات الإسلامية في الشجاعهة مواقف معروفة، وبرز منهم رجال كثيرون في مختلف الصفات الحميدة، ممن صحبوا الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وآزروه ونصروه، وممن حملوا العلم ونقلوه عن الصحابة فمن بعدهم إلى من بعدهم ممن نكتفي بالإشارة إلى بعض من لهم أثر كبير في الثقافة العربية الإسلامية.

ففي علم الحديث: مسدد بن مسرهد، شيخ الإمام أحمد وغيره وهو أول من صنف مسندًا للحديث في البصرة، وفي الففه والحديث: الإمام محمد بن


(١) "البداية والنهاية" ج ٥ ص ٩٤،
(٢) "الأنساب" للسمعاني: ١/ ٢٣.
(٣) "الإصابة" رقم ٥١٥٩، ضعيف الجامع (٢٢٩٥).
(٤) "الإصابة" ٥٢٢٩، ضعيف الجامع (٨٣).
(٥) "القرب في محبة العرب" ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>