وتزيد تكلفة المشروع عن خمسة ملايين من الجنيهات المصرية. كما شهدت بيوت النفيعات الكثير من مجالس القضاء والصلح بين المتخاصمين الذين يلجأون لتلك البيوت لما عُرف عن أصحابها من مناصرة الحق والوقوف ضد الظلم، ومن أشهر هذه البيوت ديوان آل منصور في جزيرة النفيعات بميت ردين بمركز أبو حماد شرقية، وديوان آل نصر الله في بني أيوب مركز أبو حماد شرقية.
ونذكر من تلك المجالس على سبيل المثال:
(أ) ما شهده بيت عمدة النفيعات الشيخ إبراهيم صالح منصور في تلك الخصومة المستحكمة بين قبيلتي العيايدة والسعديين سنة ١٩٤١ م.
(ب) ما شهده ديوان آل نصر الله في عهد عمدة القبيلة منصور بيك إبراهيم نصر الله من الصلح بين عائلتين من الصعيد، حيث أعدَّ عمدة القبيلة لكل عائلة مكانًا على هيئة بيت مت الشعر وأكرم ضيافة العائلتين ثم جمع بينهما في مجلس واحد، وكانت النتيجة أن خرج الجميع متصالحين متحابين من بيت النفيعات.
(ج) ما شهده ديوان آل نصر الله من مجلس قضاء وصلح سنة ١٩٧٠ م بين قريتين من أكبر قرى مركز أبو حماد وهما قريتي تل مفتاح والأسدية، وكان ذلك في حضور الأستاذ إبراهيم منصور المحامي ومحمد عبد العزيز عمدة كفر العزازي آنذاك قبل فصل بني أيوب عنها.
كما من النماذج التي يُضرب بها المثل في الكرم عمدتهم الشيخ إبراهيم أبو صالح - رحمه الله - الذي لم تهدأ حركة الطهي في دواره ساعة من ليل أو نهار ولم تنقطع عن هذا الدوار الأضياف الذين كان لهم تواجد فيه طوال العام. وكذلك الفارس المشهور أبو معروف الذي كانت أمام بيته حفرة معروفة لا يجف منها ذبح الذبائح لأضيافه، ومن المأثور عنه أنه كان له رمح طويل يضربه في ظاهر القرى التي يجيرها، ويلقي عليها ثوبه فيصبح من موقع الرمح إلى مدى البصر حِمى له لا يُؤذى أهله.
وقد اشتهر النفيعات بحب الخيل الصافنات وتربيتها والمتاجرة فيها والاشتراك في سباقاتها منهم على سبيل المثال: إبراهيم نصر الله وأولاده منصور وعبد الرحمن، وكذلك الفارس أبو معروف وسلامه معالي وأبو حسان ومحمود عاصي والفارس غانم العدوي وغيرهم.