وهي في رجل له أولاد أوصاهم بإحضار القهوة أو البن من الريف فلما أقبلوا عليه تذكروا البن، فرجع أحدهم من فوره ولم يكمل المسافة حتى مجلس أبيه حتى يعود بالبن، فقال الأب يوصي ولده عن القهوة العربية:
أوصيك يا علاج عن حبة من السوق تشرو
وتحمِّس في جديد المحاميس
حمِّسها بين نيه وبين حراق مثل المتلاي
في الشتاء يقلبّن حو
ولقِّمها في ربيب الدلالي وصبها كما البرنوق
ولا ريق طير هوا جو
وصب لي منها على الدور فنجان
واقصرها عن المساء وفي الضلعة ولا جو
والشايب اللي عياله عن هوا باله بينحو
وروى أيضًا قصيدة أخرى:
وهي في رجل من قبيلة المعازة اسمه فريج هربك ذهب قبلي إلى قبيلة العبايدة في بلاد النوبة، وكان هؤلاء البشر يقطعون شجر العذبا أي يحتطبوها ثم يبيعوها، فلما نزل ضيفًا عليهم لم يهتموا به وأقروه بالموجود (١) عندهم من الطعام، فكبرت في نفسه فلما جاء ضيفًا على قبيلة العمارين في غبة البوص وهم أهل الغنم فحيا به أحدهم على الفور وذبح له شاة من الغنم فرحًا لقدومه، فقال يمدح الكرم ويذم البخل عند العبايدة أهل الإبل:
(١) هناك مثل بدوي يقول عن الكرم: فيه جود من الموجود وفيه جود حمو كبود .. يعني الكرم درجات، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وعلى قدر أهل الكرم تأتي المكارم.