حشمت أحدًا حشم عمد، فإنها في هذه الحالة لا تزبن (إلا في حالة خاصة) كما حدث مع آل منصور من آل عذبة عندما قاموا وزبَّنوا عرب من آل مرة (زبن بالخطأ)، وهم قد حشموا حشم عمد، ومع ذلك زبنوهم آل منصور لمدة سنة وشهرين، والذي قام بالزبن هما الفارسان حمد مسعود آل حثلة وجابر البعير، ومن دافع ذلك الزبن هو أن آل منصور في ذلك العام قد توفي منهم نخبة من فرسانهم؛ فقيل:"آل منصور ذا الزمان انكسر عزهم" فردت هذه الكلمة للفارس جابر البعير، فقال مقولته المشهورة:"واللَّه ذا الزمان إن نزبن بالخطأ، ولا نعطي الحق طالبه" ونحن نذكر هذه الحالة الاستثنائية فليس معناه أنها الوحيدة، كلا فقد حدثت حادثتين مماثلتين قام بها آل عذبة وزبنوا أناس من آل مرة، كما زبن سالم بوشريده، وكما زبن أبا النفوس، وغيرها في تاريخ آل مرة، ولكن عدم معرفتي بتفاصيل هذه الحوادث فإني أكتفي بذكرها فقط.
ونعود لموضوع الزبن.
أما إذا كان هؤلاء الناس غير حاشمين حشم عمد فإنهم يزبنون سنة وشهرين (أربعه عشرة شهرًا)، وتتجدد بعهدها لمدة مماثلة عند أناس آخرين، حتى تحل الأمور بواسطة عراف آل مرة.
ويجب على الشخص (الزابن) أن يقوم بمجاورة (المزبن) ويقوم الأخير بالتنبيه على الجميع بذلك وهو بمثابة إعلان، ومن اعتدى بعد الإعلان على (الزابن) فقد حشم حشم عمد.
مقولة "المري ما يهمل" ومعنى هذه المقولة كما أسلفنا يجب أن يكون الزابن جارًا للمزبن. وأغلب القبائل تتبع هذا السلم، عدا قبيلة الدواسر، فإن المزبن يقوم (بوسم) عضا الزابن ويتركه يذهب حيث شاء.
مقولة يقول المري "أنا ماني بحالف ما أحشم!!! ولكني حالف أن أتنقى" ومعنى هذا أنه لن يحلف يمينًا أن لا يُعتدَى على من هو في لزمه، فجهال الناس كثير، ولكنه قد حلف يمينًا أن يأخذ بثأره ويرد اعتباره.
الحشم: هو اعتداء من شخص على آخر أو من فئة على أخرى وهي مسحوبة على شخص آخر أو فئة أخرى كأن يكونوا جيرانا أو ضيوفا أو أخوياء،