أراد وهم قصدهم ليس الطمع بل القضاء على ابن عريعر وحكمه واحتموا بالسهول وأرسلوا إلى الدواسر وطلب ابن قويد على العجمان الريشة المعروفة ببيت ابن عريعر وبالظلة وأعطوه ما أراد واستمرت الحرب ولكنهم لم يقدروا على ابن عريعر فأرسل العجمان برسول يستنجد بقبائل نجران وهي مذكر ويام حضروا وتم لهم النصر بحضورهم" انتهى (١).
وأنشد الخفيف حيث قال:
قامت مخاييل مع الصبح ركبت … ملت ملازمها وغبت ترابها
ترعد بخفّان المحبب والقنا … وتمطر بدرج ودارج الدم سحابها
لكن العاقير بين ذولا وذولا … نصال تدربا من علاوي هضابها
ولكن طرحان المناعير بيننا … جذوع نخل قطعت من عقابها
تسعين ليل والخلايا معقله … من الجوع والهزل تشنت رقابها
رحنا وجينا بالدويش المسمى … له ركضة عند الضحى ينحكى بها
وجينا بخطلان الأيدي آل زايد … ربعٍ ترعى بالأحدة ركابها
ورحنا وجينا بالسهول وخلطهم … برازيةٍ في الضيق تروي حرابها
وجانا من (العبر) المسمى مخيلة … مخيلة يا سعد منهو عدا بها
كم وردوا في وردهم من عوقليه … وجنبيّةٍ ما ردها إلا نصابها
وهذه القصيدة للشاعر محمد بن سالم بن ريحان آل جابر المري:
بعد يوم الرضيمة وبعد أن انتصروا ورجع آل مرة ونزلوا في يبرين وأرسل ابن ريحان هذه القصيدة إلى رجال يام في نجران ويذكر فيها ديار آل مرة وحدودهم:
طالبك بارق ليلة تنثر الحيا … على وديعة خرب السيل جالها
تلاحت كن سيلها يوم حدرت … ترعد وينثر بارد الماء اسبالها
وسمية كن سيلها يوم حدرت … مجافر حياض عقب ما راح مالها
(١) ديوان ابن فردوس ص ٢٧٥ (ذكرت هذه المعركة في وقائع وأحداث البدو ص ٢٠٣) كذلك ابن بشر ج ٢ ص ١٢.