صورة الكتاب الذي حرر في ٢١ صفر سنة ١٢٥٣ هـ/ ٢٧ مايو ١٨٣٧ م.
إلى حضرة إبراهيم باشا، سر عسكر اليمن:
في العشرين من هذا الشهر، وصل إليّ كتابكم المحرر في ٦ صفر ١٢٥٣ هـ، الذي جاء فيه، إنكم دعوتم الشريف حسين للتشاور في إقامة فريق من طائفة الحضارمة بقلعتي "أبي عريش" و"صبيا"، وإنكما اتخذتما قرارًا في ذلك فبلغتماه الشريف علي بن حيدر، فاطلعت على مفاده، وعلى مضمون مرفقين الوارد أحدهما إليكم من الشريف المشار إليه (علي بن حيدر)، في نقل الأورطة الأولى إلى طرفكم، وإبقاء الأورطة الرابعة، في قلعتي "أبي عريش" و"صبيا" والثاني من الشريف حسين بن علي حيدر، مخبرا قيام "طائفة يام" متحدين مع أشقياء عسير، وقد علمت من كلامكم أن لديك الكفاية من الجنود بصد العدو ومهاجمتهم، وأن الفرسان الذين "بأبي عريش" ليس فيهم إلا مائتا فارس، وأن الباقين عاجزون، إلى حد لا يستطيعون قياما ولا قعودًا، وأنه ينبغي أن نرسل إليكم سريعا مائتي فارس أقوياه لصد الأشقياء المشئومين، وتفريق جمعهم، وقد كنت كتبت في ٢٩ محرم سنة ١٢٥٣ هـ إلى دولتكم، وإلى الشريف علي بن حيدر، ومرة أخرى في ١٨ صفر سنة ١٢٥٣ هـ إلى دولتكم، وإلى الشريف علي بن حيدر، وبينا لكم، أننا مطلعون على اتفاق الأشقياء، وإقدامهم على ارتكاب الأعمال السقيمة، وأننا نعلم تفاصل أفعالهم الخبيثة، لأن جواسيسنا يغدون ويروحون في كل مرة، فيجب أن لا يخفى عليكم ذلك، وأن تكونوا على حذر، وأننا سنرسل إليكم ما تشاءون من الجنود، إذ دعت ألف، لكن حيث سبق إرسال دفاتر محاسبة الشونة، لسنة ثمان وثلاثين، وتقديمها إلى خزينة دولتكم، نجترئ على إفادة من محاسبة، سنة تسع وثلاثين ستقدم بعد الآن.
وقد أفيد في الورقة الواردة في هذه الأيام من عبدكم جمعة أغا، حاكم قنفذة، إلى عبدكم هذا، أن الشريف علي بن حيدر، أمير أبي عريش، كانت عادته منذ القديم أن يرسل إلى أهل صبيا وأهل طريف ووادي أهل بيشي، (هكذا في الأصل)، الذين هم تحت حكم ابنه حاكما عليهم، لكن القبائل المذكورة لم يقبلوا الحاكم المذكور في هذه المرة، وأعادوه إلى طرف والده، فعلى ذلك عين الشريف المومى إليه، حاكمًا غير ابنه، وأرسله إليهم، ولكنه لم يقبل أيضًا