للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيك السعدي من عرب الفوايد بالمنيا قد عمل حفلًا دعا فيه الملك فؤاد، وكان لملوم واسع الجاه والنفوذ والشراء الفاحش وبلغ به الحد أنه كان أقوى من الملك نفسه، فلما دخل حسن الدريملي على الصيوان وكان لملوم يقف في يسار الباب والملك - لحسن الحظ - في اليمين قال لملوم: سلم يا حسن - أي يدعوه - أن يسلم عليه قبل الملك لأنه صاحب الحفلة وعلاوة على ذلك فهو رجل أخذته العظمة، فقال حسن الدريملي: سلامي على اليمين لو أبو زيد الهلالي على الشمال!، عند ذلك كسب محبة وصداقة الملك فؤاد حتى توفي، وقيل إنه بعد وفاة حسن الدريملي ماتت خيوله بعد أيام واحدة تلو الأخرى، وساد حزن عميق على عشيرته ونعاه العربان والأمراء والأعيان في أنحاء القطر المصري، وخلفه ابنه حسين الذي اشتهر بالكرم والسخاء بين العربان في الصف إلى جانب ورعه وتدينه، وكان ديوان بيته مفتوحًا لحل قضايا الناس، وكما نذكر من الكواملة رجالات أحبوا الخيول والفروسية عن أبيهم الروحي حسن الدريملي منهم درويش أبو سليم، وحميد أبو عواد، وإبراهيم أبو مسلم.

يقول حسن الدريملي وكان شاعرًا (٥):

شرق الصف والشمس تلعق (١) ركابي … والشرق والغرب يعمل حسابي

أنا الدريملي بنا له دار ودوار … واسطبل للخيل داوي (٢)

والضيفان من كل العربان في ديواني … لأكل العيش وتخدمهم عبيد في شرب القهاوي

في الجود ما يقْرعه حد … في الجدب وفي يوم الغلاوي

راكب على البَد (٣) … للجام يقض الحضاوي (٤)

عليه لَبب (٥) حرير من سد (٦) … والرشم (٧) على الخد ضاوي


(*) يقال عن حسن الدريملي إلى جانب فروسيته وشعره وكرمه فقد كان جميلًا حسن الصورة بهي الطلعة قوي البنيان فصيح اللسان.
(١) تلعق: تضوي.
(٢) داوي: مملوء.
(٣) البد: الحصان.
(٤) الحضاوي: الركاب.
(٥) لَبب: السرج.
(٦) سد: الفضة.
(٧) الرشم: حية لوجه الحصان.

<<  <  ج: ص:  >  >>