للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أغار قوم من (آل ذوي) (١) على حلال لآل مرة وأخذوه، وكان الفرسان مغيبين (٢)، وأقبلت (مفلحة) بنت الأمير ابن (نقادان) (٣) على كبير القوم (تستشفع) (٤) عنده لعله يرد عليها بعض الحلال، وكان على ظهر جواده فقال لها: اقتربي، فلما اقتربت منه ضربها بعاقب بندقيته على فمها وحطم أسنانها الأمامية، فما كان منها إلا أن جمعت أسنانها في صُرة وأرسلتها للعقيد علي آل فاضل العذبة المري (٥)، وكان آنذاك في نجران، فلما فتح علي آل فاضل الصرة قال: خيال العوجاء أنا ابن فضيل!!! ثم جهز غازيًا لأخذ الثأر من (آل ذوي) وفعلا غزى من نجران عبر الربع الخالي حتى وصل (العبر)، وأخذوا ثأرهم، وغنموا غنائم كثيرة، بعد معركة شرسة مع (آل ذوي) قتل فيها الكثير من آل ذوي، وبعد أن انتهت المعركة، ضرب علي آل فاضل بنت كبير القوم على فمها بعاقب بندقيته، وذلك رد ما فعل أبوها في مفلحة بنت ابن نقادان. وقال: "هذا فعل سنة أبيش" وكان أحد الفرسان طيلة الغزوة يتأفف من طول المسافة، وكان يقول (فاطر جوماء وراعيها شايب) يقصد الناقة التي كان العقيد علي الفاضل يركبها، بل ظن ذلك الرجل أن العقيد قد تاه الطريق، وكان ذلك الرجل قد جعل شعر رأسه على شكل جديلتين وتسمى (صنيفين).

فسمعه العقيد علي آل فاضل فأنشد قائلا:

غزيت مغزى يقصر اللآش دونه … يعود منه نفّاح الصنيفين تايب

تلومني الأنذال وتلوم فاطري … ويقولون "جوما" وراعيش شايب

كم عقلة جنّبتها داري بها … لا سد حس الطير والنجم غايب

كم عقلة وردتها شبه ضمّر … لا سار جفن اللاش بالنوم طايب


(١) آل ذوي: إحدى قبائل جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، وهذه القبائل تطلق على آل مرة والقبائل المتاخمة لها بـ (أهل الغرب).
(٢) مغيبين: غائبين سواه كانوا في غزوة أو نحو ذلك.
(٣) هي بنت ابن فقادان ولا أعرف هل هو الأمير (جد الرحمن).
(٤) تستشفع: لعله يرد بعض الحلال بعد أن سار في حوزة القوم.
(٥) هو عقيد ودليله وله مغازي بعيدة حتى أنه غزى الحرة على ضفات البحر الأحمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>