قال عليّ: ليس هذا مخالفًا لما قبله، إذ قد ينسبه إلى والد جده نسبة إضافة كما قال عليه الصلاة والسلام:"أنا النَّبيُّ لا كَذِبْ، أنَا ابن عَبْدِ المُطَّلِبْ".
حدثنا عبد اللَّه بن يوسف بن نامي: حدثنا أحمد بن فتح المَعَافِري: نا عبد الوهاب بن عيسى بن ماهان: نا محمد بن عيسى بن عمر الجلودي: نا إبراهيم ابن محمد بن سفيان: نا مُسْلِم بن الحجاج: نا زُهير بن حَرْب: نا جرير، عن سُهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هُرَيْرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "رأيت عمرو بن لُحَيّ بن قَمَعَة بن خِنْدِف -أبا بني كعب هؤلاء- يجر قُصْبَهُ في النار".
حدثنا أحمد بن عمر بن أنس العَدَوِيّ: نا أبو ذر عبد بن أحمد الهَرَوِيُّ الأنصاريُّ: نا عليّ بن عمر الدراقُطْنِي: نا الحسين بن إسماعيل القاضي المحاملي الضَّبِّيُّ: نا سعيد بن يحيى الأمويُّ: نا أبي، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة ابن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هُرَيْرة، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "عُرِضَتْ عليَّ النار، فرأيت فيها عمرو بن لحَيّ بن قَمَعَة بن خنْدِف يجرُّ قُصْبَهُ في النار، وهو أوَّلُ من غيَّر دين إبراهيم عليه السلام، وأشبه من رأيت به أكْثَم بن أبي الجَوْن". فقال أكثَم:"أيضرّني شبهُه يا رسول اللَّه؟ ": قال: "لا، لأنَّه كافرٌ، وأنت مسلمٌ".
حدثنا عبد اللَّه بن ربيع التميميُّ: نا محمد بن أحمد بن مفرّج: نا سعيد ابن السكن: نا الفِرَبْرِيُّ: نا مُسَرَّد: نا يحيى، هو ابن سعيد القطَّان، عن يزيد بن أبي عُبيد (١): نا سلمة بن الأكْوَع، قال: خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على قوم من أسْلم يتناضلون بالسوق؛ قال:"إرموا، يا بني إسماعيل؛ فإنَّ أباكم كان راميًا".
قال عليّ: أمَّا الحديث الأول، والثالث، والرابع، ففي غاية الصحة والثبات؛ وأما الثاني: ففيه اسرائيل، ولكن الأحاديث الثلاثة حجة قاطعة وكافية، ولا يجوز تعدي القول بما فيها. فخزاعة من ولد قَمَعَة بن إلياس بن مُضَر بلا شك، وليس لأحد مع مثل هذا كلام. وأسلم إخوة خزاعة بلا شك عند أحد من النسابين.
(١) هو مولى سلمة بن الأكوع. تهذيب التهذيب ١١: ٣٤٩.