خزاعة، وظل الأمر كذلك حتى اختلف قُصي سيد قريش مع خُزاعة بسبب سدانة الكعبة اختلافًا سالت فيه الدماء، وانتهى بانتقال السدانة وحكم مكة لقُصي والسماح لخزاعة بالإقامة مع قريش في مكة، وقد اشتركت خزاعة في فتح مصر، وفي أوائل القرن الثاني الهجري تتابع أفراد منها على حكم مصر، فكان منهم محمد بن الأشعث أمير مصر (١٤١ - ١٤٣ هـ) وبعد القرن الثالث الهجري ضعفت القبيلة لأن قوة قريش وارتفاع نجمها حد من نشاط خزاعة فتناساها المؤرخون (١) فيما بعد شأن القبائل التي تضعف بزوال سلطانها، وهي الآن في وقتنا الحاضر بقية قليلة من تلك القبيلة لا يزيد عدد أفرادها عن مائة وعشرين يقيمون في أماكنهم القديمة في مكة وما حولها، إذ يحدهم من الشمال من القبائل السادة فليتة، ومن الجنوب قبيلة لِحْيَان، ومن الشرق الشُّيُوخ آل زَيْنِي، ومن الغرب - الأشراف البَرَكَات، وأكبر قرية لخُزَاعة دَفُّ خُزَاعة، التي تبعد شمالا عن مكة (٢٢ كم) وبسبب الجفاف الذي أصاب العيون انتقلوا إلى داخل مكة، وبدأت هجرتهم إلى مكة منذ عشرين سنة، وما تزال أرضهم وبلادهم ملكًا لهم، وخلَّفوا فيها أربعة رجال منهم لاستثمارها وصرف غلتها على فقرائهم من خُزاعة، والذين بقوا هم أحمد بن عبد الكريم الخُزَاعي، وعلي بن عِيْضَة الخُزَاعِي، وجَمِيْل أحمد الخُزَاعِي، وعبد اللَّه بن سالم الخُزَاعِي، وسكن مهاجروهم في حي الطَّنْدبَاوِي، من جنوب مكة، ومنهم يسير يسكن في حي، جَرْول، بمكة، وخزاعة الآن تنقسم إلى ثلاثة أفخاذ:
١ - خُزَاعة وادي فَاطِمَة، والمسمى في المعاجم العربية، مَرِّ الظَّهْرَان، ويسمون ذوي مَدَّة، ولهم من الفصائل:
أ- آل مُفَرِّح.
ب- ذو محمد.
ج- ذو حامد، وكان رئيسهم في السابق عيد بن مُبارك الخُزَاعِي، أما اليوم فيرأسهم عبد الخالق بن سعيد الخزاعي الذي يسكن حي الطَّنْدباوي في مكة المكرمة.
(١) البري، عبد اللَّه خورشيد، القبائل العربية في مصر في القرون الثلاثة الأولى للهجرة ص ١٢٥، ١٢٦.