للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليهم عامر بن الظرب العدواني، فساروا إلى مكة في جمع، فخرجت إليهم خزاعة، فاقتتلوا فهزمت قيس. وكان بين خزاعة وكنانة حلف على التناصر، والتعاضد على سائر الناس، فاقتتلت خزاعة وبنو أسد، فاعتلتها بنو أسد، فاستعانت خزاعة ببني كنانة، فذكر الشداخ قرابة بني أسد، فخذل كنانة عن نصرة خزاعة. وعدت بنو بكر بن عبد مناة على خزاعة، وهم على ماء لهم بأسفل مكة، يقال له الوتير، فاقتتلوا، وقد أعانت قريش بني بكر على خزاعة. وبعد صلح الحديبية دخلت بنو بكر في عهد قريش، ودخلت خزاعة في عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وشاركت خزاعة في فتح مكة، ويوم حنين، وانضمت إلى علي كرم اللَّه وجهه سنة ٣٧ هـ. ويروي صاحب معجم قبائل العرب، وقال أبو عبيد: وعمرو هذا -يعني مُزْيقياء- أبو خزاعة كلها، وقال القاضي عياض: المعروف في نسب خزاعة أنه عمرو بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر، وإنما عامر عم أبيه أخو قمعة. وقال ابن عبد البر في الأنباء: اختلفوا في خزاعة بعد إجماعهم على أنهم ولد عمرو بن لحي، فقال ابن إسحق ومصعب بن الزبير: خزاعة في مضر، وهم من ولد قمعة بن إلياس. . إلخ.

وقال ابن خلدون: خزاعة من قمعة من خندف بن إلياس بن مضر (١) وهم بنو خزاعة بن عمرو بن عامر بن لحي وهو ربيعة بن عامر بن قمعة واسمه حارثة ابن عمرو بن لحي، وفي عون الباري على هامش نيل الأوطار: اختلف في نسب خزاعة مع الاتفاق على أنهم من ولد عمرو بن لحي.

وكان كُثَير عَزّة الشاعر قد انتسب إلى كنانة فقال: إن قومه من ولد الصلت ابن النضر (قريش) بن كنانة. فأنكرت عليه خزاعة ذلك، وهجاه كثيرون بسبب هذا الانتساب. وقال له عبد الملك بن مروان: ويحك، الحق بقومك خزاعة، فأخبره أنه من كنانة قريش، وأنشد:

أليس أبي بالصلت أم ليس أسرتي … لكل هجال من بني النضر أزهرا

ويظهر في هذه الرواية أن كثيرًا لم ينسب كل خزاعة إلى كنانة، وإنما أرد قومه بني مليح بن عمرو. وقد تواترت عن النسابين أن الصلت لم يعقب (٢).


(١) المشهور أن خندف امرأة إلياس بن مضر.
(٢) (الاشتقاق لابن دريد ص ٣٥ إلى ٤٨١، معجم قبائل العرب، شفاء الغرام ص: ٤٤، ٤٥، ٤٨ ج ٢، ديوان كثير عزة ص ٢٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>