للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصلهم من سوريا، لم يستطيعوا أن يحدثوني بالضبط من أية جهة من جهات سوريا أتوا إلى هذه البلاد. ولكن كبيرهم (عبد القادر بن حسن الرياطي) قال لي يوم تحدثت إليه في هذا الأمر، أنه سمع في صباه عن أبيه (الحاج حسن) أن جده يدعى (عبد القادر الجندي) وأن هذا جاء من (بابنا) من أعمال (صهيون) إلى ديرة السبع وذلك في زمن إبراهيم باشا وخلال الحروب التي وقعت في ذلك الحين.

قيل له (الجندي) لأنَّه كان منخرطا في سلك الجيش مع عمال البرق والبريد وهو من أسرة تدعى (سحلول) ولم يكنى بلقب (الرياطي) إلا بعد أن جاء إلى هذه البلاد ولهذا التكني حكاية يذكرها أحفاده؛ وهي أنه حضر مجلسًا تخالف فيه اثنان من العرب واحد ترباني والآخر تيهي من تياهة البر (سيناء) ويظهر أن الترباني خاطب التيهي بقوله (يارياطي (١)) فغضب التيهي غضبًا ساقه إلى امتشاق الحسام، وكاد يقع بين الرجلين ما لا تحمده عقباه. لولا أن (عبد القادر الجندي) تداخل في الأمر ورجا التيهي أن يسكن من غضبه قائلا له: (أنا الرياطي لا أنت؛ أنا الرياطي) وقد ظل هذا اللقب ملاصقا له ولا عقابه من بعده حتى يومنا هذا.

نزل عبد القادر بادئ ذي بدء منازل النعيمات من الترابين وعاشرهم زمنًا واقترن بفتاة من (الغرابلية (٢)) تدعى (مليحة) أتاه منها أربعة أولاد وست بنات خطف الترابين كبراهن فغضب عبد القادر وقام من فوره ورحل إلى مصر بعد أن طلق امرأته (٣) وهناك في مصر اقترن بفتاة عقبية تدعى (فاطمة).

عدد الرياطية في يومنا هذا ينوف عن المائتين ووسمهم الشعبة ٧ والمطرق للإبل والشعبة 7 فقط للغنم. وهذا يشبه وسم الكثيرين من الترابين ومنازلهم في


(1) معنى الرباط هنا القذر.
(2) أصلهم من القرين من مصر.
(3) لأنها كانت على اعتقاده السَّبب فيما جرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>