للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنِّي امرُؤٌ أَبكي عَلَى جاريّه

أَبْكي على الكَعْبِيِّ والكَعْبِيه

فَلَوْ هَلَكتُ بَكيا عَلَيه

كَانَا مَكَانَ الثَّوبِ من حَقْوِيَّه

فلمَّا فرغ من طوافِه وقضى حاجته من مكة، خرج في الخُلَعاء من بَكْر وخزاعة فاستجاشهم على بني لحيان، فقتل قتلَى وسَبَى نِساءً من نسائهم وذَراريهم فقال في ذلك سُويد بن عُمير بن عامر بن أسود بن بياضة الخُزَاعيُّ، وكان من الخُلعاء:

أفرَدَ جَامِعٌ للقَومِ حَزْنًا … وَعَمْرًا إذْ يَنُوءُ وَلا يَقُومُ (١)

أَجُبْنٌ مَا أتَاكَ وأنتَ تُدْعَى … وَقَدْ يَحْنُوِ عَلَى الكُرْه الكَرِيمُ (٢)

نَجَوْتَ بِقُوف نَفْسِكَ غَيرَ أَنِّي … أَخَالُ بأَنْ سِتُوِتِمُ أَوْ تُئِيمُ (٣)

فإنِّي غيْرَ هاجَيكُمْ وَلَكِنْ … أقُولُ عُرَاكُمْ الحَدَثُ الأَلِيمُ (٤)

وقال سويد الخزاعي في ذلك أَيضًا:

القَوْمُ أَعْلَمُ لَوْ ثَقفْنَا مَالِكًا … لاصْطَافَ نِسْوَتُهُ وَهنَّ أوَالِي (٥)

أفَرَزتَ لَمَّا أَنْ رَأَيْتَ عَدَيَّنَا … وَنَسِيتَ مَا قَدَّمْتَ يَوْمَ غَزَالِ (٦)

يَابَا خُصَيْلَةَ لَنْ يُمِيتَكَ بَعْدَمَا … يَابَا خُصَيْلَةَ غَيْرُ شَيْبِ قَذَالِ (٧)


(١) حزن: رجل منهم. ينوء: ينهض.
(٢) يحنو: يعطف.
(٣) نجا بقوف نفسه، وبظوف نفسه: إذا كان يقتل أو يموت، وأخذت بقوف رقبته، وبقاف رقبته، أي أخذت برقبته. ستؤتم: من اليتم. وتئيم: تقتل عن امرأتك. أو تئيم: أي تبقى غير امرأة تسيبها.
(٤) عراكم: أتاكم يعرو. يقول: لا أهجوكم، ولكني أحدث بأخباركم السيئة، أقول قد نزل بهم كذا وكذا، وفعل بهم كذا، فهذا شر من الهجاء. الأليم: الموجع.
(٥) لاصطاف: من الصيف. أوَالي: "فواعل" من ألَوْتُ، أي وهُنْ حِزانٌ أي لا يجتهدن. ولغة هذيل ألوت: أي قدرت واستطعت.
(٦) يوم غزال: من أيام العرب سيأتي ذكره في هذا الكتاب.
(٧) أشعار الهذليين ٢/ ٨١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>