للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُستهَل ربيع الآخر من سنة خمس وستين، وولوا أمرهم سليمان بن صرد، وسموه أمير التوابين وساروا إلى عبيد اللَّه بن زياد، وكان قد سار من الشام جيش كبير، يريد العراق، فالتقوا بعين الوردة، من أرض الجزيرة، وهي رأس العين، قتل سليمان بن صرد، والمُسَيَّب، وكثير ممن معهما، وحُمل رأس سليمان والمسيب إلى مروان بن الحكم بالشام، وكان عُمر سليمان حين قتل ثلاثًا وتسعين سنة.

وكان ممن كاتب الحسين بعد موت معاوية فقال (١):

بسم اللَّه الرحمن الرحيم

لحسين بن علي من سُليمان بن صُرد والمسيب بن نجَبة ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشيعته من المؤمنين والمسلمين من أهل الكوفة، سلام عليك، فإنا نحمد إليك اللَّه الذي لا إله إلا هو، أما بعد:

فالحمد للَّه الذي قصم عدوَّك الجبار العنيد الذي انتزي على هذه الأمة فابتزَّها أمرها وغصبها فيئها، وتأمر عليها بغير رضا منها، ثم قتل خيارها واستبقى شرارها، وجعل مال اللَّه دولة بين جبابرتها وأغنيائها، فبعدًا له كما بعدت ثمود إنه ليس علينا إمام، فأقبل لعل اللَّه أن يجمعنا بك على الحق (٢).

ومن شعر سليمان بن صُرد الخزاعي يوم صفين:

يا لك يَوْمًا كاسفًا عَصَبْصَبا … يَا لَكَ يَومًا لا يُوارى كَوْكَبا (٣)

يَأيُّها الحَيُّ الذي تَذَبْذَبا … لسنا نَخَافُ ذا ظُلِيمٍ حَوْشبَا

لأن فينا بَطَلا مُجَرَّبَا … ابِنَ بُديلٍ كالهزَبْرِ مُغْضَبا

أَمسَى عليٌّ عندنا مُحَبَّبا … نَفدِيه بالأُمِّ ونُبْقِي أَبَا (٤)


(١) أسد الغابة ٢/ ٤٤٩.
(٢) الكامل في التاريخ ٤/ ٢٠ تاريخ الطبري ٥/ ٣٥٢، وقعة صفين ٥١٩.
(٣) الكاسف: العبوس. عصبصب: يوم عصبصب وعصيب: شديد الحر. وكوكبا: كأن نجومه ظاهرة لشدة ظلامه واحتجاب شمسه، لما ثار من الغبار.
(٤) وقعة صفين ص ٤٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>