للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختفى في غار بالقرب منها، فأرسل معاوية يطلبه من عامله عبد الرحمن ابن أم الحكم، فأرسل له رأسه، وهناك رواية تقول أن حية نهشته في الغار فوجد ميتًا، ورواية ثانية تقول: بأن عامل معاوية اعتقله، وطعنه تسع طعنات، على قدر الطعنات التي طعنها لعثمان بن عفان وعلى كلتا الحالتين. مات الرجل وأرسل رأسه سنة خمسين (١) وقبره مشهور بظاهر الموصل.

قال عمرو (٢) بن الحمق الخزاعي يوم صفين:

بؤسًا لِجُند ضَائعٍ يَمانِ … مُستوِ سِقينِ كاتِّساق الضَّانِ (٣)

تَهويَ إلى رَاعٍ لها وَسْنَانِ … أَقْحَمَهَا عَمْرو إلى الهَوانَ (٤)

يا ليتَ كَفِّي عدِمَتْ بِناني … وَأنَّكم بالشِّحْرِ من عُمَانِ (٥)

مثل الذي أفنَاكُمُ أَبْكَانِي (٦)


(١) أسد الغابة ٤/ ٢١٧، وقيل سنة (٥١) قتله عبد الرحمن بن عثمان الثقفي وبعث برأسه إلى معاوية (الطبقات ١٠٧).
(٢) إن عليًا رضي اللَّه عنه عقد الوية القبائل فأعطاها قومًا منهم بأعيانهم جعلهم رؤساءهم وأمراءهم وجعل على خزاعة عمرو بن الحمق.
(٣) الاستياق والاتساق: الاجتماع. وفي اللسان (١٢: ٢٦٠): اتسقت الإبل واستوسقت: اجتمعت.
(٤) كان الشاعر عمرو بن الحمق يخاطب جند أهل اليمن الذين يقودهم عمرو بن العاص ويشبههم بالأغنام وأن عمرو بن العاص يقودهم إلى الذل والهوان.
(٥) وجاء في كتاب المعارف لابن قتيبة (ص ٢٩١) تحقيق الدكتور ثروت عكاشة - دار المعارف - ما يلي:
عمرو بن الحمق رضي اللَّه عنه هو من خزاعة بايع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في حجة الوداع وصحبه بعد ذلك وروى حديثًا وكان من ساكني. . الكوفة" ومن شيعة علي بن أبي طالب وكان ممن سار إلى "عثمان" وشهد مع "علي بن أبي طالب" مشاهده وأعان "حجر بن عدي" ثم هرب إلى الموصل ودخل غارًا فنهشته حية فقتلته وبعث إلى الغار في طلبه، فوجدوه ميتًا، فأخذ عامل الموصل رأسه فحمله إلى زياد وبعث به زياد إلى معاوية وهو أول رأس حمل من بلد إلى بلد في الإسلام.
(٦) وقعة صفين ٣٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>