للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرو بن عامر، يكنى أبو إسحاق من خزاعة (١). ولد أول سنة للهجرة وقيل عام الفتح.

سمع من عثمان بن عفان وله دار بالمدينة في التمارين في زقاق النقَّاشين وكان تحول إلى الشام فكان آثر الناس عند عبد الملك بن مروان، وكان على خاتم عبد الملك، وكان البريد إليه فكان يقرأ الكتب إذا وردت ثم يدخلها على عبد الملك فيخبره بما فيها (٢).

وقال عنه الذهبي صاحب سير أعلام النبلاء: الإِمام الكبير الفقيه، أبو سعيد (٣) الخُزاعي المدني ثم الدمشقي الوزير، مولده عام الفتح سنة ثمان ومات أبوه ذؤيب بن حلحلة صاحب بُدن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في آخر أيام النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأتى بقبيصة بعد موت أبيه فيما قيل فدعا له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يع هو ذلك.

وروي عن أبي بكر -إنْ صح- وعن عُمر، وأبي الدَّرداء، وبلال وعبد الرحمن بن عوف، وتميم الداري، وعبادة بن الصامت، وعدة.

حدث عنه ابنه إسحاق، ورجاء بن حَيوة، وأبو الشعثاء جابر بن زيد وآخرون وكان على الختم والبريد للخليفة عبد الملك، وقد أصيبت عينه يوم الحرَّة وله دار معتبرة بباب البريد (٤) وكان ثقة مأمونًا كثير الحديث.

ولقد سمع قبيصة أبا الدرداء وزيد بن ثابت، وورد عنه أن قبيصة بن ذؤيب كان معلم كتاب، وجاء تعليق الذهبي يعني في مبدأ أمره.

وقيل عن قبيصة: كان أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت، وكان من علماء هذه الأمة. ما رأيت أحدًا أعلم من قبيصة.

وقيل أيضًا: كان عبد الملك بن مروان رابع أربعة في الفقه والنسك هو وسعيد بن المسيب، وقبيصة بن ذؤيب، وعروة بن الزبير.

توفي سنة ست وثمانين، وقيل: سنة سبع، وقيل: سنة ثمان وثمانين (٥)


(١) طبقات خليفة/ ٣٠٩.
(٢) طبقات ابن سعد ٥/ ١٧٦.
(٣) ورد يكنى أبا إسحاق وفي مصدر آخر أبا سعيد.
(٤) باب البريد: اسم لأحد أبواب. جامع دمشق من جهة الغرب وبه سميت محلة باب البريد وهي من أنزه المواضع (قديمًا) ودار قبيصة هي في موضع دار الحُكم.
(٥) سير أعلام النبلاء ٤/ ٢٨٢، مختصر تاريخ دمشق ٢١/ ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>