أي لا تقطع، وقال السكريُّ: قتل القَتَّال الكِلابِيُّ عبد اللَّه بن مجيب رجلا وهرب حتى لحق بعماية، فأقام به، قيل: عشر سنين، وأنس به هناك نَمِرُ فكان إذا اصطاد النَّمِرُ شيئًا شاركه القتَّال فيه، وإذا اصطاد القتَّال شيئًا شاركه النمر فيه، إلى أن أصلح أهله حاله مع السلطان وأراد الرجوع إلى أهله فعارضه النَّمر ومنعه من الذهاب حتى هم بأكله، فخاف على نفسه فضربه بسهم فقتله، وقال فيه:
جَزَى اللَّهُ خَيْرًا، والجَزَاءُ بِكَفِّهِ … عَمَايَةَ عَنَّا أُمَّ كُلِّ طَرِيْدِ
فَلا يَزْدَهِيْهَا القومُ أَنْ نزَلُوا بها … وَإِنْ أَرْسَلَ السُّلطَانُ كُلَّ بَرِيْدِ
حَمَتْنِي مِنْهَا كُلُّ عَيْطَاءَ عَيْطَلٍ … وَكُلُّ صَفًا جَمِّ القِلاتِ كَؤُوْدِ
وقال يذكر النَّمِير فيما ذكر الهجْرِيُّ وياقوت:
وأَرْسَلَ مَرْوَانٌ إِليَّ رِسَالَةً … لآتِيَهُ إِنِّي إِذَنْ لمُضَلَّلُ
وما بِي عِصْيَانٌ ولا بُعْدُ مَزْحَلٍ … وَلَكِنَّنِي عِنْ سِجْنِ مَرْوَانَ أَرْحَلُ
وَفي صَاحَةَ العَنْقَاءِ أَوْ في عَمَايَةٍ … أوِ الأُدَمَى مِنْ رَهْبَةِ المَوْتِ مَؤْئِلُ
وَلِي صَاحِبٌ في الغَارِ هَدَّكَ صَاحِبًا … أَبُو الحَوْزِ إِلا أَنَّهُ لا يُعَلِّلُ
إِذَا مَا الْتَقَيْنَا كَانَ أُنْسَ حَدِيْثِنَا … سُكَاتٌ وَطَرْفٌ كَالمَعَابِلِ أَطْحَلُ
كِلانَا عَدُوٌّ لَوْ يَرَى فِي عَدُوَّهِ … مَهَزّا، وَكُلُّ في العَدَاوَةِ مُجْمِلُ
تَضَمَّنَتِ الأَرْوَى لَنَا بِشِوَائِنَا … كِلانَا لَهُ مِنْهَا سَدِيْفٌ مُرَعْبَلُ
ومَشْرَبُنَا قَلْتٌ بِأَرْضٍ مَضَلَّةٍ … شَرِيْعَتَهَا لأَيِّنَا جَاءَ أَوَّلُ
فَأَغْلِبُهُ فِي صَنْعَةِ الزَّادِ إِنَّنِي … أُمِيطُ الأَذَى عَنْهُ، وَمَا إِنْ يُهَلِّلُ
وساق الهجري نسب القتال: عبادة بن مجيب بن المضرحي بن الهصار بن كعب بن عبد بن أبي بكر بن كلاب، وأورد قصة مماثلة لقصة القتال جرت بعده لرجل لبيني قُشَيْري اعتقل بعماية وأورد له شعرًا.
وَعَمَايةُ: لا تزال معروفة وإن تغير اسمها فأصبحت تدعى الحَصَاة، وهي في جبال تدعى السَّوادة غرب نفود الدِحِي (رمل الدُّبيْل قديمًا) وشمال وادي الدواسر (عَقِيق عُقَيْل) وجنوب وادي الرَّكاء وَرَمْل السُّرَّة.