ويعوضوا ما فاتهم في العهود البائدة، عهود الجهل والتخلف، يعوضوه عملًا وتعاونًا وإنتاجًا.
وإني أعتقد أن الدماء العربية التي تجري في عروق أبناء قنا والأنساب العربية التي تربطهم بعدنان وقحطان، لهي القوة التي تدفعهم إلى المجد والتقدم وتحفزهم دائمًا إلى العلياء، كما أني أدرك تمام الإدراك أهمية الدراسات التاريخية في تقوية المعنويات، ففي التاريخ معين لا ينضب من الخبرة والعبرة والأمل، وهو الذي يجدد العزم في القلوب ويحيى الثقة في النفوس.
ولقد وجدت تحت يدي من المراجع التاريخية والوثائق الكثيرة عن إحدى قبائل هذه المحافظة ما شجعني على أن أبدأ بها دراستي .. تلك هي قبيلة الإشراف في قنا التي جعلت منها نقطة البداية في هذا الموضوع الكبير، وما هذه القبيلة إلا واحدة في القبائل العربية العديدة التي هاجرت من منزل الوحي إلى أرض الكنانة لتتخذ في منطقة قنا منارلها.
وبودِّي لو تتاح لي الفرصة لأكتب عن تاريخ كل أسرة أو قبيلة في هذا الإقليم الأصيل، فلابد وأن في تاريخها جميعًا صفحات رائعة من العظمة والمجد، والبطولة والفداء.