بالمدينة المنورة وله من العمر ستون سنة، وقد أعقب داود من سليمان، وسليمان هذا أمه هي أم كلثوم بنت علي زيت العابدين ابن الحسين، وقد أعقب سليمان من محمد، أما محمد فإنه خرج من المدينة أيام أبي السرايا ويقال: إن حياته انتهت بالقتل كما قيل أيضًا إنه توفي في حياة أبيه وله نيف وثلاثون سنة، وقد أعقب محمد من أربعة أحدهم إسحاق، وأعقب إسحاق من محمد وكان محمد يلقب بقتادة وأعقب محمد من الحسن ثم أعقب الحسن من محمد ثم أعقب محمد من الحسن ثم أعقب الحسن من محمد ثم أعقب محمد من أحمد وأعقب. أحمد من الحسن الذي كان يكنى بأبي طاهر وأعقب أبو طاهر الحسن من علي .. ثم أعقب علي من جعفر الذي كان يكنى بأبي الفضل، وقد أعقب أبو الفضل جعفر من محمد وكان محمد يكنى بأبي العليا ويلقب بجلال الدين كما كان يلقب أيضًا بالأزرق، ثم أعقب أبو العليا محمد من عيسى الذي كان يكنى بأبي الروح، وأعقب أبو الروح عيسى من علي الذي كان يكنى بأبي الحسن، ثم أعقب أبو الحسن علي من أحمد الذي كان يلقب بشهاب الدين، ويعتبر شهاب الدين أحمد من أقضى القضاة، وقد أعقب من عبد الله، وكان عبد الله يُلقَّب بجمال الدين ويكنى بأبي المحاسن، كما كان يُعرف أيضًا بعبد الله الأكبر، وقد اشتغل مثل أبيه بالقضاء .. وكان ميلاده في سنة ٨٠٤ هـ - ١٤٠١ م بسمهود وقدم إلى مصر (القاهرة) حيث درس علوم الفقه والدين ثم عاد إلى بلدة سمهود وبقي فيها حتى مات سنة ٨٦٦ هـ - ١٤١٦ م ودفن بها وله ضريح مشهور يقع بحارة الأشراف المجاور لرحبتهم من الجهة البحرية، وقد أعقب عبد الله من ابنين هما علي وعبد الرحمن.
أما علي بن عبد الله فهو من أشهر المؤرخين الذين كتبوا عن المدينة المنورة وكان علي يلقب بنور الدين ويكنى بأبي الحسن وقد ولد سنة ٨٤٤ هـ - ١٤٤٠ م ثم نزل بالمدينة المنورة وعكف على الدراسة والتأليف، وأصبح علمًا من أعلام المؤرخين اشتهر باسم (السمهودي المدني) وهو صاحب كتاب (وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى) وكتاب (جواهر العقدين). أما الابن الثاني لعبد الله الأكبر فهو عبد الرحمن الذي تولى قضاء بلده عن أبيه في حياته وكان عبد الرحمن عالمًا كبيرًا، والشريف عبد الرحمن بن أبي المحاسن جمال الدين عبد الله (الأكبر) هو جد الأشراف الحسنيين في فاروقية الأشراف بقفط وفي سمهود والمنشاة.