وغزا المسلمون سنة ١٣ هـ كَبَاثا بالجزيرة، لما وجع المثنى سنة ١٣ هـ من بغداد إلى الأنبار، فسرح المضارب العجلي وزيد إلى الكباث، وعليه فارس العناب التغلبي، ثم خرج في آثارهم، فقدم الرجلان الكباث، وقد ارفضوا وأخلوا الكباث، وكان أهله كلهم من بني تغلب، فركبوا آثارهم يتبعونهم.
وسار سعد بن أيي وقاص سنة ١٦ هـ، إلى تكريت حتى نزل في الانطياق، ومعه الروم وإياد وتغلب والنمر، ومعه الشَّهارجة، وقد خندقوا بها، فحصروهم أربعين يومًا، فتزاحفوا فيه أربعة وعشرين زحفًا، وكانوا أهون شوكة وأسرع أمرًا من أهل جلولاء.
وكتب عمر بن الخطاب سنة ١٧ هـ إلى ملك الروم: أنه بلغني أن حيًّا من أحياء العرب ترك دارنا، وأتى داركم فواللَّه لتخرجنه أو لتنتبذن إلى النصارى، ثم لنخرجنهم إليك، فأخرجهم ملك الروم، وأبى الوليد بن عقبة أن يقبل من بني تغلب إلا الإسلام فقالوا له: أما من نقب على قومه في صلح، ومن كان قبله، فأنتم وذاك، وأما من لم ينقب عليه أحد، ولم يجر ذلك لمن نقب فما سبيلك عليه، فكتب فيهم إلى عمر، فأجابه عمر إنما ذلك لجزيرة العرب لا يقبل منهم فيها إلا الإسلام، فدعهم أن ينصروا وليدًا وأقبل منهم إذا أسلموا، فقبل منهم على أن لا ينصروا وليدا ولا يمنعوا أحدا منهم من الإسلام فأعطى بعضهم ذلك، فأخذوا به، وأبى بعضهم إلا الجزاء، فرضي منهم بما رضي من العباد وتنوخ.
وقد حارب خالد بن الوليد تغلب بن وائل في اللصيخ، وهزمت شر هزيمة، وحاربت جيش المسلمين في عين التمر، فهزمت ونجد بني تغلب سنة ٧٧ هـ قد حاربوا مع الحجاج بن يوسف ضد شبيب، بقيادة عتاب بن ورقاء الرياحي، وقد كان على ثلثهم قبيصة بن والق.
ولمع ذكر بني تغلب في دخول المغول بلاد الشام وذلك لما دخل المغول الشام سنة ٦٨١ هـ في خمسين ألفًا؛ فالتقى بجند الشام بين حماة وحمص، فقوى جانب المغول على جانب الشاميين، ولما قارب نصر المغول على الشامين خرج على المغول كمين العرب من بني تغلب من مسيرتهم، فتوهم المغول أن جنودًا كثيرة قد أحاطت بهم من قدامهم ومن خلفهم؛ فانهزموا (١).